خاص بالموقع - في اليوم السادس من عملية «مشترك» العسكرية التي تشنّها قوات التحالف والقوات الأفغانية على «طالبان» في أبرز معقل لهم في مقاطعة هلمند، اجتاحت قوات «المارينز» المنطقة بالقذائف والصواريخ ورصاص القناصة، ولكنها لقيت مقاومة عنيدة من قبل «طالبان».وردّت قوات «المارينز» على هجمات المتمردين بالقذائف الصاروخية. وقال المتحدث باسم «المارينز»، جوش ديدامز، إن القوات تابعت قتالها ضدّ ما وصفها «مقاومة قاسية» في أجزاء مختلفة من البلدة، موضحاً «نحن نواجه مواقع محصنة أكثر». وأضاف «لا تعلم أين ستلقى حفنة من المتمردين سيبقون ويقاتلون».
وفي كابول، قالت قيادة الحلف الأطلسي إن «متمردين يغادرون المنطقة، حتى لو بقي هناك مقاتلون أعداء يواصلون مهاجمة القوات الأفغانية والحلف الأطلسي في معارك مباشرة». وأضاف أن «القوات المشتركة (الحلف الأطلسي والجيش الأفغاني) سيطرت على مناطق رئيسية، وأن الجهود التي بذلت للسيطرة على تحركات المتمردين تكلّلت نسبياً بالنجاح».
من جهته، أعلن قائد الجيش الأفغاني الجنرال محمد ضاضائي من لاشكر قاه، عاصمة هلمند، أن «العملية تتقدم وفقاً للخطة، ووحداتنا تسيطر على مرجه». ولكنه قلّل من شأن المعارك ميدانياً، وقال «ليس هناك مقاومة ضدنا في مارجه باستثناء نيران متقطعة انطلاقاً من أسطح المنازل، لكن عندما نصل إلى مقربة منهم، يختفون (عناصر طالبان)».
إلا أن الجنرال الأفغاني أشار إلى أن القنابل اليدوية الصنع التي يخلّفها المتمردون أبطأت تقدّم الجنود. وقال «إننا منهمكون حالياً في تنظيف منطقة المعارك».
وفي واشنطن، رأى البيت الأبيض، أمس، أن الهجوم يسير جيداً، وذلك في أعقاب اجتماع للمجلس الحربي بشأن أفغانستان، برئاسة الرئيس باراك أوباما.
وفي خسائر قوات التحالف، أعلنت القوة الدولية التابعة للأطلسي أن عدد الجنود الذين قُتلوا منذ بداية الهجوم يبلغ خمسة جنود لا ستة، كما كان قد أُعلن سابقاً. وقالت في بيان إن «العدد الدقيق لخسائر حلف شمالي الأطلسي خلال عملية «مشترك» هو خمسة»، وإن «خطأً حصل في التقرير بشأن العمليات».
هذا وأعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن إيطاليا ستبدأ انسحاباً تدريجياً لقواتها من أفغانستان في 2011، وفقاً لرغبات الأفغان ورئيسهم حميد قرضاي. وقال لمحطة تلفزيون «القناة الخامسة» الخاصة «سنبدأ العام المقبل انسحاباً تدريجياً لجنودنا، لأن ذلك ما يطلبه منّا الأفغان والرئيس قرضاي».
وقال إن الجنود الإيطاليين لا يشاركون في الهجوم الجديد الذي تشنّه قوات الحلف الأطلسي على عناصر طالبان، لأن هذه العملية تجري «خارج نطاق منطقة مسؤولية عسكريينا».
وقررت إيطاليا، التي نشرت 2800 عسكري في أفغانستان في بداية كانون الأول 2009، إرسال ألف جندي إضافي، على أن يمتد وصولهم إلى هذا البلد طيلة عام 2010، تلبية لمطلب الأطلسي بإرسال تعزيزات.
في هذه الأثناء، بعد اعتقال القائد العسكري لحركة «طالبان» ورجلها الثاني الملا عبد الغني بارادار، قال حاكم إقليم قندوز الأفغاني محمد عمر إن باكستان ألقت القبض على «اثنين من حكام أقاليم الظل» ينتميان إلى حركة «طالبان» في أفغانستان.
وأوضح أن «اعتقال الملا عبد السلام والملا مير محمد، وهما حاكما الظل لإقليمي قندوز وبغلان في شمال أفغانستان، جرى في إقليم بلوخستان الباكستاني». وأضاف «تستند معلوماتي عن اعتقالهما الذي حصل قبل قرابة أسبوع إلى مصادر في الاستخبارات الوطنية».
في هذه الأثناء، أجرى المبعوث الأميركي الخاص بأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك محادثات في إسلام آباد مع قادة في الحكومة الباكستانية. وأفاد مكتب رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني بأن هولبروك، الذي يقوم بثاني زيارة له إلى باكستان العام الحالي، التقى جيلاني، لإجراء محادثات شملت قضايا أمنية.

(أ ب ، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)