Strong>يبدو أن الروس قد وصلوا الى مرحلة اللاعودة في خضوعهم لضغوط واشنطن من أجل معاقبة طهران. لعلّ قرار تأجيل تسليم إيران صواريخ «أس -300» هو إحدى أهم المحطات في هذا السياق، حتى لو كانت الذريعة «تقنية»اتهم المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، أمس وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأنها نشرت «أكاذيب» حول بلاده خلال جولتها الأخيرة في الخليج.
ورأى خامنئي، خلال خطاب جماهيري لمناسبة انتفاضة مدينة تبريز على النظام الملكي قبل 32 عاماً، أن «المشاركة الواسعة والرائعة للشعب الإيراني في مسيرات ذكرى انتصار الثورة معجزة إلهية عظيمة». وقال إن «الذين حولوا الخليج الفارسي الى مخزن أسلحة لنهب أموال دول المنطقة أرسلوا الآن عميلتهم لنشر أكاذيب ضد إيران». وأضاف أن «أعداء الثورة والمعارضة المغفّلة خططوا منذ فترة بعيدة لإثارة الصراعات يوم الحادي عشر من شباط (ذكرى انتصار الثورة الاسلامية)، والايحاء بأن الشعب الايراني بات يتذمر من الثورة، ولكن الشعب من خلال مشاركته الواعية والمليونية في المسيرات وجه صفعة إلى وجه الأعداء».
وأكد المرشد الايراني «لسنا خائفين. قلنا إن هذه مواقفنا وسنظل نقول ما يعتقده شعبنا ودول أخرى كثيرة في العالم اننا ضد الغطرسة».
كلام خامنئي جاء متوازياً مع الحركة الدبلوماسية النشطة للولايات المتحدة في المنطقة لمعاقبة إيران. حركة لم تترجم بعد عمليّاً، ولا سيما بعدما أعلنت موسكو أن اللجنة السداسية المعنية بالبرنامج النووي الإيراني «لا تخطط بعد لعقد اجتماع جديد» لمناقشة العقوبات.
نقاش قد يكون بانتظار الرد الإيراني على ما تصر طهران على أنه عرض جديد مقدّم إليها من الدول الغربية، إذ أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، رامين مهمانبرست، أن الاقتراح الجديد الذي تقدمت به أميركا وروسيا وفرنسا، والقاضي بتزويد إيران بالنظائر المشعة في مقابل تعطيل أنشطة مفاعل الأبحاث في طهران، «غير منطقي ولا يستحق الدراسة».
وأوضح مهمانبرست في تصريح لوكالة «مهر» للأنباء، تعليقاً على موقف إيران من الرسالة التي وجهتها أميركا وروسيا وفرنسا الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي تضمنت هذا الاقتراح، أن «أي اقتراح يقدم الى وكالة الطاقة حول الموضوع النووي الايراني يتضمّن وجهات نظر خاصة بشكل خطي أو شفهي، يدرسه خبراء الوكالة كما أن إيران تبدي وجهات نظرها تجاهه».
وأضاف مهمانبرست إن «السياق العام لدراسة جميع المقترحات، هو أنها إذا كانت تلك المقترحات تساعد على تأمين احتياجات البرنامج النووي السلمي الايراني فهي مورد ترحيبنا، أما تلك المقترحات التي تتضمن وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم في إيران أو تعطيل مفاعل الأبحاث في طهران فهي مرفوضة».
في غضون ذلك، أرجأت روسيا تسليم إيران أنظمة «أس 300» المضادة للصواريخ «لأسباب فنية»، حسبما أعلن مسؤول روسي.
وقال مساعد مدير جهاز التعاون العسكري الفني الروسي، ألكسندر فومين، لوكالة «إنترفاكس» في نيودلهي حيث حضر معرضاً دولياً للدفاع، إن «التأخير سببه مشاكل فنية. وسيتم التسليم بمجرد حلها».
غير أن التأجيل قد يكون مرتبطاً بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو، التي كانت طهران على رأس أولوياتها.
الاهتمام الإسرائيلي بالملف الإيراني انعكس امتعاضاً من «التباطؤ الغربي» في فرض عقوبات. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الدولة شمعون بيريز قوله لوزير الخارجية النمساوي، ميخائيل شبينغلر، «لماذا أنتم بطيئون إلى هذا الحد؟ وأنا مفاجأ من أداء العالم والمجتمع الدولي، فـ(الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد هو دكتاتور وقاتل يشنق الناس في الشوارع ويطلق النار على المواطنين العزل ويدعو إلى إبادة شعب ويتجول في العالم كأنه عضو شرعي في نادي الدول المتقدمة».
وسأل بيريز الأوروبيين «أين أنتم؟ وما الذي تفعلونه بهذا الخصوص وما هي سياستكم؟». ورأى أن البرنامج النووي الإيراني هو «ظل يخيّم على الشرق الأوسط».
(أ ف ب، مهر، يو بي آي، رويترز)