الرياض تريد «حلاً فوريّاً» وانتشار سفن إسرائيليّة في الخليج!تشير زحمة الجولات المكوكية على إسرائيل والمنطقة، إلى اقتراب الملف النووي الإيراني من استحقاق صعب، عنوانه العقوبات في مرحلة أولى، قد تتدحرج إلى عمل عسكري أكدت واشنطن وموسكو وباريس، في رسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، أن إقدام طهران على تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة «يثير القلق حيال نواياها النووية»، فيما حذّر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الدول الغربية من فرض عقوبات جديدة على بلاده، قائلاً إن ذلك «سيجعلها تندم».
وجاء في رسالة الدول الثلاث إلى وكالة الطاقة، أن «إيران إذا بقيت تسير إلى الأمام بهذا التصعيد، (من خلال زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المئة) فستزيد من القلق على برنامجها النووي، في ضوء حقيقة أن إيران لا يمكن أن تنتج الوقود النووي اللازم في الوقت المناسب لضمان إنتاج النظائر الطبية المتواصلة من جانب طهران المفاعل البحثي».
من جهته، قال الرئيس الإيراني، في مؤتمر صحافي، رداً على محاولات الغرب دراسة تشديد العقوبات الدولية على بلاده، «إذا حاول أحد إثارة المشاكل لإيران فلن يكون ردنا كما في الماضي. هذا الرد سيجعلها تندم».
كذلك أكد نجاد أن «إيران تجري حالياً اختبارات نهائية على أجهزة طرد مركزي من الجيل الجديد تبلغ طاقتها خمسة أضعاف الأجهزة المستخدمة حالياً لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وستنصب قريباً».
وبشأن موقف إسرائيل من برنامج بلاده النووي، قال نجاد «طبقاً لمعلومات حصلنا عليها، فإنهم (الإسرائيليّون) يتطلعون إلى بدء حرب في الربيع أو الصيف المقبلين. بيد أن قرارهم ليس نهائياً بعد».
في هذه الأثناء، كشفت مصادر فلسطينية واسعة الاطّلاع أن هناك سفناً حربية إسرائيلية موجودة في الخليج العربي استعداداً لاحتمال شن حرب على إيران.
الرياض تشكّك بجدوى العقوبات، وطهران تعمل على جيل جديد من أجهزة التخصيب
وقالت المصادر لـ«الأخبار» إن «هناك فرقاطتين وغواصة إسرائيلية موجودة في مياه الخليج العربي حالياً»، واصفة الوضع الحالي بأنه «خطير للغاية استناداً إلى أن اهتمام واشنطن وإسرائيل منصبّ حالياً على إيران، وتأخذان القضية بجدية كبيرة».
غير أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، لمّح إلى أن إسرائيل لن تهاجم إيران في هذه المرحلة. وقال، أمام طلاب في بلدة يروحام بجنوب إسرائيل، إن «العالم يواجه التهديد ونحن نبلور طريقنا، لكنّي أشدد الآن على أن هذا وقت الدبلوماسية والعقوبات الشديدة المحددة زمنياً».
من جهته، قال رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، خلال «مؤتمر القدس» الاقتصادي، إن «العام الجاري يمثل مفترق طرق وعام الامتحان لما إذا كان العالم قادراً على التغلب على التهديد الإيراني الذي هو ليس مجرد تهديد تقني، بل تهديد استراتيجي عميق». وأضاف إن «الدول العربية تلمّح إلى أنه إذا حصلت إيران على سلاح نووي فإنها ستسير في أعقابها وستطوّر طموحات مشابهة، وسيبدو هذا الوضع أنه انعكاس لجهنّم».
في هذا الوقت، ردّ وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، على تشبيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إيران بالدكتاتورية العسكرية، قائلاً «تلقّينا بخيبة أمل المقاربة الأميركية الواضحة الأهداف لدى شعوب المنطقة. لقد وقعت الولايات المتحدة نفسها في شكل من أشكال الدكتاتورية العسكرية والسياسة العسكرية البائدة التي تثير التوترات والاضطرابات في المنطقة».
وكان متكي قد التقى نظيره التركي، أحمد داوود أوغلو، في طهران أمس، وكان الملف النووي على جدول المحادثات بينهما.
من ناحية ثانية، أوضح متكي أن بلاده لم تتلق أي اقتراح جديد من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا بشأن تبادل اليورانيوم. وقال «هناك رسالة جديدة من الدول الثلاث، بدا لنا خلال الترجمة أنها كانت تنطوي على اقتراح جديد».
في هذه الأثناء، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، أمام طالبات جامعيات في مدينة جدة السعودية (غرب)، إن «ما تردده إيران بإصرار بأنها لا تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية لا تصدّقه الأدلة». ووصفت إيران بأنها «أكبر مؤيد للإرهاب في العالم اليوم».
وكان وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، قد شكك بجدوى العقوبات المزمع إقرارها ضد إيران، قائلاً في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الأميركية في الرياض إن «التهديد النووي الإيراني يتطلّب مزيداً من معالجة فورية أجدى من العقوبات» التي وصفها بأنها «حل طويل الأمد، وأن التهديد أصبح أكثر إلحاحاً». وأضاف «لكننا نرى القضية في وقت أقصر لأننا أقرب إلى التهديد»، مشيراً إلى أننا «نريد حلاً فورياً لا حلاً تدريجياً».
وفي موسكو، قالت الأمينة الصحافية للرئيس الروسي، ديميتري مدفيديف، ناتاليا تيماكوفا، إن الأخير لا يستبعد فرض عقوبات على إيران. وأشارت إلى أن مدفيديف أكد خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موقف موسكو من هذه المسألة.
وفي جنيف، أعلن الأمين العام لمجلس حقوق الإنسان في إيران، محمد جواد لاريجاني، أن طهران تريد أن تبني مفاعلات الطاقة النووية للدول الأخرى، وتزوّدها بالوقود (النووي)، قائلاً «نحن جاهزون لمساعدة تركيا والسعودية والإمارات والكويت، إذا احتاجت».
(الأخبار، أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)