ترقّب لموقف بكين من العقوبات ... والدوحة تطمئن طهران إلى عدم نشرها صواريخ أميركيّةالسجال الإيراني الغربي حول الملف النووي لا يزال على حاله، آخر فصوله الدعوة الفرنسية إلى انتظار الموافقة الصينية على العقوبات، وسط خشية من فشل يؤدّي إلى حرب بقيادة إسرائيلية

لا يزال الرفض الصيني يمثّل حجر العثرة الأساسي في مواجهة السعي الغربي لإقرار عقوبات جديدة على طهران. رفض دفع باريس إلى الدعوة للانتظار، فيما توقّعت روما عقوبات في شباط «في حال موافقة» بكين. وقال مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، جيرار آرود، إن القوى الكبرى التي تناقش فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي، يجب أن تتأنى قدر الإمكان حتى تكسب تأييد الصين.
وقال آرود، خلال لقاء في جامعة كولومبيا، «من الضروري للغاية التعاون مع الصين حتى إذا اقتضى ذلك الانتظار بعض الشيء»، مضيفاً «لا أتصوّر الاستغناء عن الصين».
وأقر المندوب الفرنسي بأن الاعضاء الخمسة الدائمين لمجلس الأمن الدولي وألمانيا، لا يتبنون دائماً مواقف واحدة بشأن أفضل استراتيجية للتعامل مع إيران، مضيفاً «من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات بين الأعضاء».
وسئل ماذا سيحدث إذا لم يستطع المجتمع الدولي إقناع إيران بعدم السعي الى اكتساب أسلحة نووية، فأوضح أن إسرائيل قد تستخدم القوة، محذراً من أن «الفشل قد ينطوي على خطر بالغ. وهناك احتمال وقوع مواجهة عسكرية».
وأضاف المبعوث الفرنسي أن سباق تسلّح نووي في الشرق الأوسط قد ينطلق، وقد ينتج عن ذلك «انهيار معاهدة منع الانتشار النووي»، رافضاً في الوقت نفسه فكرة أن يكون لترسانة إسرائيل النووية أي دور في قرار إيران متابعة برنامج نووي سري.
وتابع الدبلوماسي الفرنسي أن «إسرائيل لا صلة لها بالبرنامج النووي الايراني»، مشيراً إلى أن تصريحات التهديد الصادرة عن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بشأن إسرائيل ليست سوى «ستار دخان».
من جهته، أكد مندوب اليابان الدائم لدى الأمم المتحدة، يوكيو تاكاسو، أن بلاده تُفضّل الحل الدبلوماسي في ما يخص البرنامج النووي الايراني. وأعرب عن اعتقاده بأن ذلك سيكون أفضل حل للقضية، موضحاً أن مجلس الامن الدولي لم يبحث في تشديد العقوبات على إيران حتى الآن.
أما وزير الخارجية الايطالي، فرانكو فراتيني، فقال في مؤتمر صحافي إنه «إذا ما وافقت الصين فإن العقوبات الدولية (على إيران) يمكن إمرارها في نهاية الشهر الجاري أو في مطلع شهر آذار» المقبل.
وعن طبيعة العقوبات، قال فراتيني «ستكون ناجعة وجادة ومشتركة بين جميع أركان المجتمع الدولي بحيث تحول دون تنقل أفراد النظام بحرية خارج الأراضي الإيرانية»، مضيفاً «ستكون مالية الطابع».
في هذا الوقت، أشاد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، بمشاركة «عشرة ملايين» إيراني في إحياء ذكرى انطلاقة ثورة عام 1979 الإسلامية في البلاد، معتبراً أن هذا التجمع وسط العاصمة طهران يعكس قوة الشعب.
وتساءل خامنئي «ألا تكفي 31 عاماً من أخطاء بعض الدول المستكبرة والمتغطرسة لإيقاظها من غفلتها وإفهامها أن مساعيها عديمة الجدوى للسيطرة على إيران الاسلامية؟ ألا تكفي مشاركة عشرات الملايين من الأشخاص ذوي البصيرة والدوافع القوية في احتفال الذكرى الحادية والثلاثين للثورة لعودة أعداء الثورة والعناصر المخدوعين داخل البلاد الى رشدهم، الذين أحياناً يتحدثون نفاقاً عن الشعب؟».
وأضاف خامنئي إن المسيرة التي جرت الخميس ينبغي أن تكون بمثابة دعوة لإيقاظ «الأعداء الداخليين والمجموعات المخدوعة التي تدّعي تمثيل الشعب».
في السياق، دعت المحامية الايرانية، شيرين عبادي، الأمم المتحدة الى المساعدة على «إعادة السلام وإطفاء الحريق» في إيران.
ودانت ثلاث مؤسسات إعلامية غربية كبرى، سياسة إيران في حرمان شعبها من متابعة الأخبار والبرامج العالمية. وقالت كل من «بي بي سي» و«دويتشه فيله» و«صوت أميركا»، في بيان مشترك، إن التشويش الذي قامت به السلطات الايرانية على بث وسائل إعلام أجنبية بدأ الخميس.
إلى ذلك، أكد مستشار الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، اسفنديار رحيم مشائي، أمس، أنه سمع من الدوحة نفياً للمعلومات عن نشر الولايات المتحدة أنظمة مضادة للصواريخ في قطر تحسباً لأي نزاع مع إيران.
وقال مشائي، للصحافيين في الدوحة، إن «رئيس مجلس الوزراء حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أعلمنا أنه لا توجد أصلاً أي درع صاروخية جديدة أقيمت أو منصات صاروخية نُصبت أخيراً في هذه الدولة».
وأضاف مشائي أن حمد بن جاسم أبلغه «بأن قطر لن تسمح بمثل هذا العمل في هذه الدولة»، وأن «المسؤولين في قطر ليس لديهم أي قلق من البرنامج النووي الإيراني ولا يشكّون في سلمية هذا البرنامج وهم يعتقدون أن البرنامج النووي الايراني سلمي مئة في المئة. وهم يعتقدون بحق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية».
(أ ف ب، رويترز، أ ب، مهر)