واشنطن ــ محمد سعيدتشهد المنطقة العربية الأسبوع المقبل سلسلة زيارات لمسؤولون أميركيين رفيعي المستوى، بهدف تنشيط الجهود الخاصة بعملية السلام، وحشد الدعم للسياسة الأميركية تجاه إيران. ومن المقرر أن تصل وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى قطر غداً، للمشاركة في منتدى أميركا والإسلام الذي يبدأ أعماله بعد غد. وكان مسؤول أميركي رفيع المستوى قد أعلن تأجيل زيارة كلينتون التي كان مقرراً أن تبدأ أمس، ليوم واحد، بسبب الحالة الصحيّة لزوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون، الذي أجرى جراحة في القلب.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، إن «كلينتون ستلتقي الاثنين المقبل في الرياض الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير خارجيته سعود الفيصل». وأوضح أن إيران «ستتصدر مباحثات كلينتون في الدوحة والرياض، إلى جانب جهود تسوية الصراع العربي الإسرائيلي».
وكانت كلينتون أعلنت أول من أمس أن مبعوث اللجنة الرباعية طوني بلير «سيكثف جهوده مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل». وجددت التزام الولايات المتحدة «العمل على تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن النهج الذي تتبعه حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما في هذا الشأن يقوم على ثلاثة أمور: «المساعدة في بناء اقتصاد دولة فلسطينية. تجديد مفاوضات سياسية لإقامة تلك الدولة. تحقيق ذلك بطريقة تضمن أمن إسرائيل والفلسطينيين».
وعقب عودة كلينتون من جولتها الخليجية، سيقوم وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وليام بيرنز يوم السابع عشر من الشهر الجاري بزيارة إلى سوريا ولبنان. كذلك سيزور مساعد ميتشل فريدريك هوف دمشق.
وفي السياق، قال مسؤول أميركي سابق رفيع المستوى إن «زيارة بيرنز إلى دمشق وتعيين سفير جديد يستهدفان الضغط على سوريا لخفض مستوى تحالفها مع إيران ووقف دعمها لحزب الله»، فيما أعلن آخر أن «تعيين الولايات المتحدة سفيراً جديداً لها في دمشق يهدف إلى فتح حوارات مباشرة مع المسؤولين السوريين»، مشككاً في أن يؤدي ذلك إلى «تحقيق اختراق في العلاقات الأميركية ـــــ السورية».
وأوضح المسؤول الأميركي «أن إرسال سفير أميركي جديد إلى دمشق ليس تنازلاً»، مثنياً على «بعض التحسن في تدخلات سوريا، على صعيد منع المقاتلين الأجانب من التسلل عبر أراضيها إلى العراق». واضاف أن بلاده «تؤيد إعادة الجولان إلى سوريا من خلال التفاوض».