واشنطن ـ محمد سعيد خاص بالموقع- أكد عمر، ابن زعيم تنظيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، أن الولايات المتحدة لن تتمكن أبداً من اعتقال والده، محذراً من أن من سيخلف والده في القيادة سيكون أكثر عنفاً.



وقال بن لادن في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية «إي بي سي» بثتها ليلة أمس: «من خلال معرفتي بوالدي والناس المحيطين به، أعتقد أنه الأكثر لطفاً بينهم، لأن بعضهم أسوأ بكثير وعقولهم تميل إلى ارتكاب المزيد من أعمال العنف وخلق مشاكل أكثر». وأشار إلى أن والده ما زال طليقاً على الرغم من الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة باستخدام طائرات من دون طيار، ورصدها فدية تقدر بـ25 مليون دولار لمن يقدم أية معلومات تؤدي إلى القبض على والده.



وأضاف عمر: «لقد بدأ والدي القتال منذ نحو ثلاثين عاماً، ومع ذلك لم يتمكن أحد من القبض عليه حتى الآن. إن من يدخل هذا البلد (في إشارة إلى أفغانستان) ينزلق إلى مستنقع لا يستطيع الخروج منه، سواء كان جيشاً مسلحاً أو قوات من المجاهدين».



ونفى ابن زعيم «القاعدة» أن يكون لديه أية معلومات عن مكان وجود والده في الوقت الراهن. ورفض قيام عناصر «القاعدة» بمهاجمة أشخاص مسالمين، واصفاً هذا التصرف بأنه «أمر غير مقبول ويتنافى مع العدالة».



وقال: «إذا كانت لديك مشكلة ما مع حكومة أو جيش، يتعين عليك أن تقاتلهما وحدهما من دون أن تعتدي على أشخاص آخرين من الأبرياء المسالمين. فهذه هي النقطة الوحيدة التي أختلف بشأنها مع والدي، وأراها مسألة غير مقبولة».



وأكد عمر مجدداً أن والده ربّى أولاده في ظروف صعبة وتحاشى تماماً انخراطهم فى حياة الترف والنعيم والرفاهية التي تتوافر لبقية أفراد عائلة بن لادن الثرية في السعودية، وذلك بغرض إعدادهم جيداً لمواجهة صعوبات الحرب ومشاقّها في المستقبل.



وكشف عمر أن والده حثّ أبناءه على التطوع لتنفيذ عمليات استشهادية، وأنهم شعروا آنذاك بالصدمة إزاء صدور مثل هذا الطلب من جانب والدهم.



وقال بن لادن إن «أولاد بن لادن لم يصدقوا إمكان أن ينفذوا مثل هذا الطلب لوالدهم. فهذا ليس أسلوب حياتهم». وأضاف: «لقد سألت والدي لماذا يطلب مثل هذا الطلب من أبنائه، غير أنه التزم جانب الصمت ولم يردّ على سؤالي».



وتابع: «إننا، أولاده، لسنا أكثر أهمية من هدفه الكبير. وليس هناك من قوة في العالم يمكن أن تمنعه من المضي قدماً في تحقيق هذا الهدف».



في المقابل، أشاد عمر بمناخ الحرية والمساواة السائد في الولايات المتحدة، وقال «إن الشيء الوحيد الذي يشيد به والده في أميركا هو إنتاجها من السلاح». وأوضح أن والده «يهاجم الولايات المتحدة بسبب سياستها المنحازة إلى إسرائيل، ويعتقد أن أميركا أضعف من إسرائيل، وأنه من السهل أن تكون هدفاً للهجمات نظراً لاتساع مساحتها وكثرة مدنها».



وقال إنه يعتقد أن معظم مقاتلي «القاعدة» يمكن تغييرهم، وهذه الجهود مثل برامج إعادة التأهيل في السعودية يمكن أن تنجح، لكن المشكلة حسب رأيه تكمن في أن دولهم تتردد في قبولهم. وأوضح قائلاً: «الجهاديون كما أعرفهم يريدون العودة إلى بلادهم، لكنهم خائفون نظراً لأنهم يعرفون أنه سيُقتلون أو يُسمّمون أو يُسجنون، لذلك يبقون مع والدي».



وأشار إلى أن والده كان يكره الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لأنه علماني «لذلك لم يكن هناك أي صلة تجمع بين الاثنين».

وتحدث عن عائلته، فقال إن أفراد أسرته التي تبلغ نحو 40 فرداً يعيشون حالياً فى إيران، بعدما عبروا الحدود إلى أراضيها عقب الغزو الأميركي في عام 2001، وإنهم يعيشون رهن الإقامة الجبرية في طهران.