strong>تحوّلت ذكرى الثورة الإسلاميّة في إيران، إلى مناسبة مشحونة بالمخاطر، جراء المواجهات التي تكرّرت أمس بين أنصار الحكومة ومؤيدي الإصلاح، وطاولت هذه المرة حفيدة الخميني، زهراء إشراقي، التي تعرضت للتوقيف
شهدت إيران أمس احتفالات ضخمة في الذكرى الـ 31 للثورة الإسلامية، حيث سارت في 818 مدينة و4000 قرية، مسيرات جماهيرية حاشدة، حسبما ذكرت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء. وأكد بيان صدر عن منظمي المسيرات أن «مبدأ ولاية الفقيه هو محور وحدة الشعب الإيراني وضمان سلامة النظام الإسلامي»، موضحاً أن «الشعب الإيراني الحر والمعادي للظلم يعتبر تحرير القدس وفلسطين سياسة استراتيجية دائمة لإيران، ودعم الفصائل الجهادية والمقاومة مثل «حزب الله» اللبناني وحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتين «بمثابة واجب ديني ووطني».
ورأى البيان أن الحفاظ على النظام الإسلامي «هو من أكبر الواجبات الشرعية والوطنية». وشدّد على أن «انتهاك وحدة كلمة الشعب من جانب أيّ شخص، ومن خلال أي شعار لفظي أو عملي، يمثل خدمة لمصالح الأجانب، وخيانة لمبادئ الإمام الخميني الراحل والشعب والوطن»، مطالباً السلطة القضائية باتخاذ الإجراءات اللازمة و«التصدي بحزم لملفات المجرمين والمتهمين ومثيري أحداث الشغب، وخاصةً منتهكي حرمة المقدسات في يوم عاشوراء» في 27 كانون الأول.
وتخللت تجمعات طهران مواجهات عديدة، بدت معزولة، لكنها عنفت أحياناً بين قوات الأمن، التي انتشرت بكثافة، وبين أنصار للمعارضة، فيما عرض التلفزيون الحكومي لقطات حية لمئات الآلاف من الناس، وقد حمل البعض منهم أعلام إيران وصوراً للمرشد الأعلى علي خامنئي، خلال التجمع الحاشد الرسمي.
وأظهر شريط فيديو صوّره هواة ووضع على موقع «يوتيوب» على الإنترنت، متظاهرين معارضين يقذفون الشرطة بالحجارة في طهران.
وخرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، بعضهم يرتدون ملابس خضراء (لون الحملة الانتخابية للزعيم المعارض مير حسين موسوي) ويرددون شعار «الموت للديكتاتور».
وتجمّعت بعض الحشود قرب ساحة الصادقية في طهران، على بعد كيلومتر واحد من ساحة آزادي، التي ألقى فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد خطابه.
وقال موقع «غرين فويس» المعارض على الإنترنت إن قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية وغازاً مسيّلاً للدموع على حشود المعارضين، فيما حظرت السلطات على الصحافيين الأجانب تغطية المسيرات، وحُصروا في منصة رسمية في ساحة آزادي للاستماع إلى خطاب نجاد.
وتعرضت سيارتا الرئيس السابق محمد خاتمي ورئيس البرلمان الأسبق مهدي كروبي (الإصلاحيين المعارضين) لهجوم من جانب أشخاص باللباس المدني، أثناء توجههما للمشاركة في التظاهرات من دون أن يصابا بجروح، حسبما أفاد موقع «راه سبز» الإلكتروني المعارض.
من جهة ثانية، أفاد موقع «جرس» أن قوات الأمن الإيرانية احتجزت لفترة وجيزة حفيدة الخميني زهراء إشراقي وزوجها محمد رضا خاتمي، شقيق الرئيس الإصلاحي السابق. وأضاف إنه أُفرج عنهما في وقت لاحق. كما تحدث موقع «جرس» عن اعتقال أحد أبناء كروبي.
وأضاف «جرس» إن 100 على الأقل من المحتجين الشبان اعتُقلوا في مدينة مشهد في شمال شرق البلاد، وإن اشتباكات «محدودة» وقعت مع قوات الأمن. وأشار إلى أن أكثر من 20 شخصاً اعتُقلوا في مدينة شيراز الجنوبية، في إطار مساعي شرطة مكافحة الشغب لمنع المحتجين من التجمع.
من جهة ثانية، دعا رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، علي لاريجاني، «المخدوعين في الأحداث التي أعقبت الانتخابات الرئاسية العاشرة» إلى «التخلي عن العناد والالتفاف حول قائد الثورة الإسلامية» علي خامنئي.
وقال لاريجاني إن وجود الخلافات في البلاد «من شأنه أن يؤدي إلى تباطؤ حركة الثورة الإسلامية»، مضيفاً «إن أميركا تفرح بوجود مثل هذه الخلافات في البلاد».
وأضاف رئيس البرلمان إن بلاده تحيي الذكرى الحادية والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية «في وقت تكالب فيه الأعداء بكل إمكاناتهم للقضاء على النظام الإسلامي، إلّا أن هذه الضغوط تؤدي إلى تعزيز الثقة بالنفس لدى الشعب الإيراني».
وأشاد لاريجاني بموقف الشعب «المعادي للكيان الصهيوني». وقال إن قضيتي لبنان وفلسطين «لهما ارتباط مباشر بالمصالح الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وفي استوكهولم، ذكرت المتحدثة باسم الشرطة السويدية، كريستينا يوهانسون، أن نحو 200 إيراني معارض اصطدموا مع الشرطة، خلال تظاهرة احتجاجية أمام مقر السفارة الإيرانية.
إلى ذلك، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن الحكومة الإيرانية تعتزم أن تغلق بصفة دائمة خدمة «غوغل» البريدية على الإنترنت في البلاد، مشيرةً إلى أن هيئة الاتصالات الإيرانية أعلنت عزمها على تدشين خدمة وطنية للبريد الإلكتروني قريباً.
وقالت «غوغل» إنها لمست هبوطاً حاداً في حركة البريد الإلكتروني في إيران، وإن بعض المستخدمين في البلاد يجدون صعوبة في الوصول إلى موقع بريدها الإلكتروني، لكنها أضافت إن شبكاتها تعمل بطريقة جيدة.
ولم تؤكد وزارة الخارجية الأميركية نبأ الصحيفة، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيليب كرولي، قال «يبدو أن الحكومة الإيرانية مصمّمة على حرمان مواطنيها الوصول إلى المعلومات».
(أ ف ب، رويترز، أ ب)