strong>لم تكد روسيا تصحو من صدمة الاعتداءين الانتحاريين اللذين ضربا مترو الأنفاق في موسكو الاثنين الماضي، حتى تعرضت لتفجير مزدوج آخر أمس، استهدف قوات الأمن في جمهورية داغستان
بينما كانت العاصمة الفدرالية الروسية موسكو تستعد لدفن ضحايا اعتداءي الاثنين، دوّى انفجاران أمام مفوضية الشرطة في مدينة كيزليار في داغستان، ما أدى إلى وقوع 12 قتيلاً. وقالت لجنة التحقيقات في النيابة العامة إنه «نتيجة للاعتداء، قتل 12 شخصاً، بينهم تسعة من موظفي الشرطة، وأصيب 23 آخرون بجروح». وأضافت أن الانفجار الثاني أدى إلى «مقتل رئيس شرطة كيزليار فيتالي فيديرنيكوف». وقال محققون إن التفجير الثاني نفّذه انتحاري كان متنكراً بزيّ الشرطة.
وفي السياق، أكد الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف أنه «لن يُسمح للإرهابيين بزعزعة الوضع في روسيا»، مضيفاً أن «هدف الإرهابيين هو زعزعة الوضع في البلاد وتدمير المجتمع المدني وإثارة الرعب بين السكان». وأضاف «كلها حلقات سلسلة واحدة. كل ذلك هو من تجليات نشاط إرهابي لاحظناه في الآونة الأخيرة في القوقاز».
بدوره، أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن «الاعتداءات التي خلّفت عشرات القتلى في موسكو وداغستان، قد تكون من فعل العصابة ذاتها». وأضاف، خلال اجتماع الحكومة، أنه «بالنسبة إلينا لا تهم المنطقة التي تقع فيها تلك الجرائم، ولا من هم ضحاياها وإلى أي فئة إثنية أو دينية ينتمون. إننا ننطلق من مبدأ أنها جرائم ضد روسيا».
وتشابه تصريح بوتين مع تصريح رئيس داغستان محمد سلام محمدوف، الذي قال إن «الانفجارات في مترو موسكو واليوم في كيزليار هي حلقات سلسلة واحدة». وأضاف أن «هؤلاء لا يريدون السلام بل الحرب، لكننا لن ندعهم يفعلون».
وفي ما يتعلق بالتحقيقات في اعتداءي موسكو، قال سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إن التحقيق «يتقدم»، مشيراً إلى «إمكان وجود رابط بين مرتكبي الاعتداء والاستخبارات الجورجية»، علماً بأن جهاز الأمن الفدرالي الروسي (الاستخبارات) رجّح فرضية علاقة الانتحاريّتين اللتين نفّذتا الهجومين بمجموعات متمرّدة في القوقاز».
وأضاف باتروشيف «كانت لدينا معلومة مفادها أن بعض عناصر الاستخبارات الجورجية كانت على اتصال مع منظمات إرهابية في القوقاز الشمالي الروسي. علينا بحث هذه الفرضية أيضاً».
إلى ذلك، تبنّت جماعة «إمارة القوقاز» الإسلامية، باسم زعيمها دوكو عمروف، مسؤولية الاعتداء الانتحاري المزدوج الذي استهدف مترو أنفاق موسكو، على حدّ ما ذكره المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية «سايت» نقلاً عن الموقع الإلكتروني «كافكاف» التابع للمقاتلين الشيشانيين. وجاء في شريط مصوّر لعمروف، أنّ تفجيري موسكو انتقام لقتل مواطنين شيشانيين وأنغوشيين في قرية أرشتي، وذلك بتنظيم مباشر من عمروف الذي تعهّد مواصلة الهجمات داخل روسيا.
(أ ف ب، رويترز)