يعتمده أوباما وبراون ونتنياهو ومحمد بن راشد ورانياديما شريف
يوم الأحد في 21 آذار الماضي، بعد دقائق من إقرار الكونغرس قانون الرعاية الصحية، نشر المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس على صفحته في موقع التحادث الاجتماعي على شبكة الإنترنت «تويتر» الجملة التالية: «الرئيس شاهد التصويت ـــــ تصفيق وفرح في الغرفة ـــــ راحم (عمانوئيل) يهنّئ والجميع يتعانقون».
لم تكن هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها غيبس إلى موقع التحادث لنشر خبر ما يتعلق بالإدارة الأميركية؛ فقبل عشرة أيام على ذلك، في 12 آذار، أعلم غيبس الصحافيين عبر «تويتر» أيضاً بأنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما أجّل رحلته الرسمية إلى إندونيسيا وأوستراليا، التي كانت مقررة بعد أيام، للتفرّغ لمعركة قانون الرعاية الصحية، التي كانت في أوجها آنذاك. فالرئيس، كما أوضح غيبس، يفضّل أن يبقى في البلاد في الوقت الذي يناقش فيه مجلسا النواب والشيوخ القانون إذا كانت هناك حاجة إليه. وقبل ذلك، في تموز 2009، استخدم مسؤولون في الإدارة حساب البيت الأبيض ليعلنوا عن مؤتمر صحافي للرئيس، لكنّه أُرفق بإعلان رسمي صادر عبر القنوات المعتادة.
هذا ما لم يحصل في 12 آذار. وقتها، بعدما أرسل غيبس رسالته على الموقع، وخلال النهار حين كان يعرض على الصحافيين الموجز اليومي للأخبار، سأله مراسل راديو «سي. بي. إس» بيتر ماير هل سيصبح «تويتر» وسيلة إعلان الأخبار في البيت الابيض، وخصوصاً أنّه لم تصل إلى الصحافيين ورقة رسمية لإعلان تأجيل الرحلة. كانت إجابة غيبس إنّه استخدم «تويتر» لوجود مشكلة في نظام البريد الإلكتروني ذلك اليوم. ووعد الصحافيين بإعادة استخدام الموقع مجدّداً لسرعته في إيصال الأخبار، وهذا ما فعله يوم إقرار قانون الرعاية الصحية. لكنّ هذه الإجابة لم تقنع الصحافي المخضرم ماير، الذي سأل غيبس عن إجراءات الأمان فماذا لو استخدم شخص آخر اسم غيبس، ونشر خبراً مغلوطاً عن البيت الأبيض؟ هنا أكّد له المتحدث أنّ هناك إجراءات كافية على الموقع لحماية صفحة كلّ شخص من التزوير. بعد دقائق، سأل أحد الصحافيين عن أسماء المرشحين لمناصب في مجلس الاحتياطي الفدرالي. أجاب غيبس أنّه لا أسماء لديه الآن وسيعلنها لهم على «تويتر» حين تصبح بين يديه. وأمضى الربع ساعة التالية يفسر للصحافيين أنّه كان يمزح معهم.
لكنّ غيبس ليس الوحيد في الإدارة الذي يستخدم تويتر؛ فالرئيس الأميركي باراك أوباما سبقه إلى ذلك قبل وصوله إلى البيت الأبيض ولا تزال صفحته على الموقع من الأكثر متابعة فيه.
وهو ليس الوحيد، فالعديد من رؤساء الدول والسياسيين لجأوا إلى الموقع للتواصل مباشرةً مع الناس. وأوضح تقرير صدر عن «مجلس السياسات الرقمية» (digital policy council) أنّ 15 في المئة من الدول الـ163 المنتسبة إلى الأمم المتحدة (أي 24 دولة) لديها قادة أو مؤسسات حكومية تستخدم «تويتر». ومن بين الدول الأربع والعشرين هذه، تعدّ 21 منها من الدول الأكثر استقراراً في العالم، من دون أن تكون بالضرورة من الدول الديموقراطية، كما جاء في التقرير.
ويتوصل التقرير إلى أنّ «القادة الجيّدين» يستخدمون «تويتر». ما يعني أنّه في المجتمعات المستقرة، فإنّ استخدام المسؤولين والقادة للمواقع الاجتماعية للتواصل مع مواطنيهم دليل على رغبتهم في تعزيز صدقيّتهم ونجاحهم.
ويضيف التقرير إنّ الدول الضعيفة، أي تلك التي تتمتع بنسبة عالية من عدم الاستقرار، تنحو إلى اعتبار المواقع المماثلة لـ«تويتر» خطراً على استمرارية أنظمتها السياسية. ويقول التقرير إنّ هذه المواقع تصبح في هذه الحالة قوة مهدّدة للاستقرار لمن يحكم لأنّها تسمح للمعارضين بتنظيم أنفسهم وتعطيهم صوتاً إعلامياً كبيراً. ويعطي التقرير مثالاً على ذلك ما حصل بعد الانتخابات الرئاسية في إيران العام الماضي، إذ عمد المعارضون لإعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية إلى استخدام «تويتر» ومواقع أخرى لنشر أخبار عن تظاهراتهم وما يحصل فيها من قمع من جانب السلطات.
ويستنتج التقرير أنّ مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة كبيرة للتغيير في الدول، لكنهّا ليست وسيلة سيطرة.
ونشر التقرير أسماء أوّل عشرين شخصية سياسية تستخدم «تويتر» ليأتي الرئيس الأميركي باراك أوباما في طليعة المتقدمين من حيث عدد المتابعين لصفحته. إذ يتابعه ما يزيد على ثلاثة ملايين ومئة ألف شخص. وهو يستخدم الموقع منذ شهر آذار 2007. وهو وضع على صفحته في 15 كانون الثاني الماضي رسالة موجّهة ضد المصارف قال فيها «نريد أموالنا وسنستعيدها». وأتت رئاسة الوزراء البريطانية، التي فتحت صفحتها منذ آذار 2008، في المركز الثاني مع مليون وسبعمئة ألف متابع. وتعلن الرئاسة عن الاجتماعات التي يحضرها رئيس الوزراء غوردن براون، إذ أعلنت في 17 كانون أول الماضي أنّ «رئيس الوزراء في اجتماع مهم مع رئيس الوزراء الصيني وين جياباو، ثم لديه خمس دقائق لتناول شريحة من اللحم». وحلّت الملكة الأردنية رانيا في المركز الثالث مع مليون ومئتي ألف متابع، وهي تستخدم الموقع منذ نيسان 2009. وقد أعلنت في 19 كانون الثاني الماضي أنّه «يوم حزين، الملك وأنا تسلمنا جثامين 3 من حافظي السلام الأردنيين الشجعان الذين قتلوا في هايتي، ليرحمهم الله».
وباقي السياسيين لم يستطيعوا تخطي عتبة المليون معجب. مثلاً، يتابع صفحة رئيس الوزراء الأوسترالي كيفين راد، الذي يستخدم الموقع من تشرين الثاني 2008 وحلّ في المركز الرابع، أكثر بقليل من تسعمئة ألف شخص.


نتنياهو يتفوّق على أردوغانوحصل العراق على المركز الثاني بين المؤسسات الحكومية مع صفحة رئاسة وزراء إقليم كردستان التي يتابعها 3057 شخصاً. أمّا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فلم يتخطّ عدد معجبيه ألفين وستمئة شخص، وحلّ في المرتبة الثالثة عشرة. وهو على الموقع منذ تشرين الثاني 2008. لكنّه يتفوّق على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي حلّ في المركز التاسع عشر مع 216 معجباً فقط، علماً أنّه على الموقع منذ آب 2009.