خاص بالموقع - دعا البابا بنديكتوس السادس عشر، في رسالته لمناسبة عيد الفصح، أمس، في الفاتيكان، إلى «السلام» و«الوفاق» في الشرق الأوسط، مبدياً قلقه بسبب «معاناة» مسيحيي العراق، فيما لم يأتِ على ذكر الفضائح الجنسية التي أحاطت بالكنيسة وأحدثت أزمة خلال فترة تولّيه المنصب البابوي الممتدة خمس سنوات.وذكر البابا الشرق الأوسط، داعياً الرب أن تتمكن الشعوب في الشرق الأوسط من «إنجاز خروج صادق ونهائي من دائرة الحرب والعنف إلى السلام والوئام». أبدى قلقه بسبب «معاناة» مسيحيي العراق و«الاضطهاد» الذي يلحق بالمسيحيين في دول مثل باكستان. وذكر البابا البالغ من العمر 82 عاماً، أميركا اللاتينية، وخاصة تشيلي، متمنياً «أن تتمكن من الخروج من دائرة الحزن واليأس إلى أمل جديد يدعمها في ذلك تضامن المجتمع الدولي».
وعرض البابا في الكلمة التي ألقاها النزاعات والكوارث في العالم، من دون أن يأتي على ذكر فضائح التحرّش الجنسي بالأطفال التي تطاول الكنيسة منذ أسابيع. ثم قدّم البابا التهنئة بعيد القيامة بخمس وستين لغة، في طقس تقليدي، وسط هتاف آلاف الأشخاص في ساحة القديس بطرس، فيما هطلت الأمطار.
وكان قد سبق قداس القيامة كلمة عميد مجمع الكرادلة الكاردينال انجيلو سودانو، دافع فيها عن البابا، في حادثة تحصل للمرة الأولى في التاريخ الحديث، حيث جرى تغيير الطقوس البابوية لقداس عيد القيامة بالسماح لشخص ما بمخاطبة البابا في البداية. وأشاد سودانو، وهو وزير الخارجية السابق للفاتيكان، بالبابا، ووصفه بأنه «الصخرة الصلبة» التي ترتكز عليها الكنيسة. وقال الكاردينال سودانو «لن ندع أنفسنا نتأثر بالنميمة التافهة في الوقت الحالي وبالمحن التي تحلّ أحياناً بمجتمع المؤمنين».
وأوضح هذا التغيير مدى شعور الفاتيكان بالضغط من فضيحة متنامية تتعلق بارتكاب قساوسة انتهاكات جنسية في حق أطفال، وتقارير عن تستّر محتمل قد يدنو من البابا نفسه.
واتهم الفاتيكان، الذي اهتزّ جرّاء الأزمة، وسائل الإعلام بمحاولة «خسيسة» لتشويه سمعة البابا بأي ثمن. واتهمت بعض التقارير الإعلامية البابا بالإهمال في التعامل مع قضايا الانتهاكات الجنسية في فترات سابقة، عندما كان كاردينالاً في ألمانيا، حيث مسقط رأسه، وفي روما.
ونفى الفاتيكان أيّ تستّر بشأن اعتداء الأب لورانس ميرفي جنسياً على 200 طفل أصمّ في الولايات المتحدة بين عامي 1950 و1974. وأوردت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الفاتيكان والكاردينال جوزف راتسينغر، وهو البابا حالياً، قد علما بأمر ميرفي لكنه لم يعزل.
إلى ذلك، اعتذر الواعظ الشخصي للبابا لليهود، بعد أن شبّه مهاجمة الكنيسة الكاثوليكية بالعنف «الجماعي» الذي تعرّض له اليهود طيلة التاريخ.
وقال القس رانييرو كانتالاميسا، في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية، «إذا كنت قد آذيت مشاعر اليهود وضحايا الممارسات الجنسية مع الأطفال ـ ولم تكن هذه نيّتي قط ـ فإني آسف حقاً وأطلب أن تسامحوني».
وأضاف أيضاً أن البابا لم يعلم بتصريحاته، وأنه سمعها لأول مرة مع الجميع في كاتدرائية القديس بطرس يوم الجمعة العظيمة. وأشار متحدث باسم الفاتيكان في وقت لاحق إلى أن هذا التشبيه «بالقطع ليس موقف الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية». وأبدى اليهود في أنحاء العالم صدمتهم إزاء التصريحات، واستخدموا عبارات مثل بغيضة وبذيئة ومسيئة لوصف هذه العظة.

(رويترز، أ ف ب)