واشنطن ــ محمد سعيد خاص بالموقع- مدّدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، المهلة المعلنة للتقدم بعروض توريد مشروع طائرة صهريج للتزويد بالوقود جواً، الذي تبلغ قيمته 35 مليار دولار. وقال الناطق باسم البنتاغون جيف موريل، إنه تقرر تمديد الموعد النهائي للتقدم بالمناقصات 60 يوماً ليصبح 9 تموز المقبل، بدلاً من 10 أيار المقبل. وعزا موريل التمديد إلى رغبة البنتاغون في إتاحة الفرصة لشركة الصناعات العسكرية والجوية والفضائية الأوروبية (المعروفة اختصاراً باسم «إيدز»)، وأيضا لشركة بوينغ الأميركية لدخول المنافسة على هذه الصفقة إلى جانب كونسورتيوم نورثروب غرومان.

وأكد موريل أن هذا لا يعني إجراء أي تغييرات على المواصفات المطلوبة في هذه الطائرات أو في أسلوب النظر في المناقصات المقدمة، مضيفاً إنه نظراً إلى طول مدة انتظار حسم هذا العقد، فإن البنتاغون سيقلص الفترة المقررة للنظر في العطاءات وإعلان الفائز ليكون في مطلع الخريف المقبل. ونفى موريل أن يكون لأي اعتبارات سياسية تأثير على هذا القرار. غير أن التحول في موقف البنتاغون جاء بعدما أثار الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي،

هذه الصفقة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال لقائهما في البيت الأبيض يوم الثلاثاء الماضي وتلميحه إلى ضرورة منح المؤسسة الأوروبية الفرصة للتنافس على هذا العقد.

وكان وزير الدفاع روبرت غيتس، قد قرر تعليق تنفيذ عقد هذه الصفقة أواخر عام 2008 بعدما رسا العطاء على نورثروب غرومان. وحدث ذلك نتيجة تحقيق في الكونغرس وجد أن إجراءات المناقصة انطوت على كثير من المخالفات.

ويقضي المشروع بتوريد 179 طائرة للتزويد بالوقود جواً لتجديد جانب من الأسطول الجوي الأميركي المنوط به هذه المهمة والذي بلغ عمره 49 عاماً.

وكان مكتب المحاسبة الحكومي العام التابع للكونغرس قد وجد، أن إسناد المناقصة في البداية لفريق مكون من نورثروب غرومان كورب وكونسورتيوم إيدز الأوروبي، الذي يمتلك شركة إيرباص، قد شابه الكثير من المخالفات، فيما تقدمت بوينغ المنافسة بشكوى تتضمن 111 بنداً من المخالفات إلى الكونغرس لمراجعة الصفقة التي ظل البنتاغون يعدّ لها على مدى السنوات التسع الماضية.

وقد اعترض العضو الجمهوري البارز في مجلس الشيوخ الأميركي سام براونباك، في رسالة بعثها إلى أوباما، أمس، على قرار التمديد. وقال في تصريح بهذا الشأن، إن «من الخطأ إبطاء عملية الشراء الحساسة، وأيضاً من الخطأ إرجاؤها بسبب شركة أجنبية تتلقى دعماً غير قانوني... ومن غير المعقول تمديد الموعد النهائي للسماح لكونسورتيوم أجنبي تقوده الحكومات الأوروبية للتنافس على طائرة صهريج لتزويد الوقود جواً».

وإلى جانب ذلك، أحيا قرار غيتس لدى بيونغ الأميركية الأمل في إعادة تعديل عرضها بعد إلغاء العقد الذي لم يكن قد تم بعد توقيعه مع نورثروب كورب وإيدز إثر إسناده لهما في شباط عام 2007.