بول الأشقرخاص بالموقع - بعد اللقاء الأول من نوعه الذي دام أكثر من أربع ساعات والذي جمع نهار الأربعاء الماضي الرئيس راوول كاسترو مع قيادة الكنيسة الكاثوليكية في الجزيرة، تبدأ غداً في كوبا خطوات تمهيدية تهدف إلى إطلاق سراح عدد من المعتقلين السياسيين الذين تسمّيهم الحكومة «المرتزقة».
ويبدو أن الحوار أدرك مرحلة متقدمة، إذ قال أحد أكثر المعنيين فيه ـ الصحافي غيليرمو فارينياس، الموجود في المستشفى والذي ينفذ إضراباً عن الطعام منذ 88 يوماً لإطلاق سراح 26 معتقلاً حالتهم الصحية سيئة ـ إن «اللقاء مثّل نقطة تحوّل لأن العلاقات كانت بين خصمين يحترمان أحدهما الآخر وصارت بين شريكين يجمع بينهما طريق مشترك». ووعد فارينياس بأن يضع حداً لإضرابه «إذا أفرجت السلطات عن 10 أو 12 معتقلاً، ووعدت بإطلاق الباقين تباعاً».
ويبدو أن دور الكنيسة كلاعب رسمي في هذا الملف ترسّخ بعد الوساطة التي قام بها الكاردينال أورتيغا، قبل أسابيع، والتي تكللت بالنجاح عبر السماح لـ«السيدات البيضاء» باستعادة تحركاتهنّ من دون إزعاج مناصري النظام لهنّ.
و«السيدات البيضاء»، مجموعة من أمهات وزوجات المعتقلين كن يتظاهرن كل أسبوع، إلى أن صار أنصار النظام يحاصرهنّ في حديقة عامة خلال ساعات طويلة. وهذا التقارب المحاط بكتمان التفاصيل حوله يبدو أنه يتحرك هذه المرة بـ«اندفاع ملحوظ من الطرفين اللذين يجدان مصلحة مشتركة في إنجازه»، حسبما قال مصدر دبلوماسي في الجزيرة.
ونقلاً عن فارينياس الذي زاره أمس السبت مطران سانتا كلارا، سيشهد هذا الأسبوع المباشرة بالخطوات التمهيدية التي طالبت بها الكنيسة، إذ سيدخل عدد من المعتقلين ذوي الحالة الصحية السيئة إلى المستشفيات، فيما ينقل عدد آخر إلى سجون أقرب من أماكن وجود ذويهم.
وسيجري اجتماع جديد خلال هذا الأسبوع للتطرق «إلى تفاصيل اقتراح ملموس بشأن الإفراجات» يشمل أسماء ومهلاً.
وحسب فارينياس، ينوي 18 من المعتقلين مغادرة الجزيرة «وإسبانيا عبرت دائماً عن استعدادها لاستقبالهم».
من جهته، رأى المنشق أوسكار غسبينوزا، الذي أفرج عنه حديثاً لأسباب صحية، أن «الأهم هو أن يعامل المحررون بوقار ولا يجوز إجبارهم على مغادرة البلد».
وقد عادت مسألة المعتقلين السياسيين في كوبا إلى الواجهة بعد وفاة أورلاندو زاباتا في شهر شباط الماضي، بعد إضراب عن الطعام دام 83 يوماً. وعلى أثر هذه الوفاة، بدأ فارينياس إضرابه عن الطعام. وتقدر الأوساط المنشقة أن هناك نحو200 معتقل سياسي في السجون الكوبية، فيما ترفض الحكومة هذه التسمية، مؤكدة أنه ليس هناك أي معتقل سياسي في الجزيرة، واصفة المسجونين بـ«المرتزقة للإمبريالية الأميركية».
(الأخبار)