عرض الرئيس الأميركي باراك أوباما الخطوط العريضة لاستراتيجيته الجديدة للأمن القومي، مؤكداً أنّ واشنطن لا تستطيع العمل وحدها، وواعداً جنوده بمعركة قاسية في أفغانستانأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس أنّ الولايات المتحدة لا تستطيع العمل بمفردها في العالم، وذلك خلال خطاب وضع فيه الخطوط العريضة لاستراتيجية جديدة للأمن القومي تستهدف تأكيد ابتعاده عن سياسة الانفرادية التي سادت حقبة سلفه الرئيس جورج بوش الابن. وطرح رؤيته بشأن الحفاظ على أمن الولايات المتحدة، واضعاً التعاون الدولي في مركز سياسته الخارجية.
وقال أوباما، أمام متخرجين من الأكاديمية العسكرية الأميركية في وست بوينت، إن «أعباء هذا القرن لا يمكن أن تقع على جنودنا وحدهم، كذلك لا يمكن أن تقع على الأكتاف الأميركية وحدها». ووصف مساعدو أوباما خطابه بأنّه نظرة تمهيدية لاستراتيجيته للأمن القومي، وهي وثيقة سياسية مطلوبة سنوياً بحكم القانون من الرئيس الأميركي، وذلك قبل أن تنشر الأسبوع المقبل.
وأشعلت إدارة أوباما التكهنات بأنّ الاستراتيجية الجديدة للرئيس ستتراجع عن «مبدأ بوش» القائل بالحروب الاستباقية المثير للجدل وتركز بدلاً من ذلك على الحاجة إلى منع الهجمات من خلال علاقات متعددة الأطراف واستخبارات قوية.
وعلى الرغم من أنّ أوباما لم يعط إشارة واضحة بشأن هذا الموضوع في خطابه في وست بوينت، إلا أنّه في الوقت نفسه أكدّ أنّ السبب الوحيد لمواصلة القوات الأميركية القتال في أفغانستان هو أنّ «التآمر مستمر حتى اليوم» من متشددي تنظيم «القاعدة». وقال إنّ الولايات المتحدة يجب أن تقوي التحالفات القائمة حالياً، وأن تبني شراكات جديدة، وأن تعمل على نشر حقوق الإنسان في العالم. وأضاف: «نحن واعون لعيوب نظامنا الدولي، لكنّ أميركا لم تنجح من طريق الخروج من التعاون الحالي».
ركز على التعاون الدولي: نقاتل لتكون عائلاتنا في أمان
وأكدّ الرئيس الاميركي أنّ الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتحرك وحدها في هذه المعركة. وأضاف مخاطباً الجنود: «سنعمل بإصرار على تعزيز التحالفات القديمة التي كانت مفيدة لنا، بما فيها مع من يخدمون إلى جانبكم في أفغانستان والعالم»، مشدداً على أنّ «النظام الدولي الذي نريده هو نظام يمكنه التعامل مع تحديات هذه المرحلة: التصدي للتمرد والتطرف العنيف، وقف انتشار الأسلحة النووية وضمان أمن المعدات النووية». وقال أوباما أيضاً: «نعلم أنّ الولايات المتحدة لا تقاتل من أجل القتال. إنّنا ننبذ الحرب». كذلك شدد أوباما على «أنّنا نقاتل لتكون عائلاتنا في أمان. نقاتل من أجل أمن شركائنا وحلفائنا، لأنّ الولايات المتحدة تعتقد أنّنا سنكون في أمان أكبر حين يكون أصدقاؤنا في أمان، لأنّنا سنكون أكثر قوة حين يصبح العالم أكثر عدالة».
وفي السياق، حذر أوباما من أنّ «معركة قاسية» لا تزال تنتظر الجنود الأميركيين في أفغانستان. وقال: «لقد جلبنا الأمل للشعب الأفغاني. علينا أن نتأكد أنّ بلادهم لن تسقط في أيدي أعدائنا المشتركين».
وتابع أوباما تواصله مع العالم الإسلامي، فقال إن «المتطرفين يريدونها حرباً بين أميركا والإسلام، لكنّ المسلمين جزء من حياتنا الوطنية».
وندد بالأساليب «الإرهابية» لتنظيم «القاعدة»، وقال إنّ «التهديد لن يزول سريعاً، لكن فلنكن واضحين: إنّ القاعدة وحلفاءها هم نفوس صغيرة في الجانب السيئ من التاريخ». وأضاف: «إنّهم لا يقودون أي بلد، ولا يقودون أيّ ديانة. علينا ألا نستسلم للخوف في كلّ مرة يحاول فيها إرهابي إخافتنا».
(رويترز، أ ف ب)