خاص بالموقع - تشارك وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، اليوم من بكين في ترؤس الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي والاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة، على أن تتضمّن محادثاتها مناقشة مواضيع سياسية، في مقدّمتها الملفّان الكوري الشمالي والإيرانيواصلت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، زيارتها إلى الصين لإجراء محادثات بشأن عدد من القضايا الاستراتيجية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، بعدما رسمت من مدينة شنغهاي، التي زارتها على مدى يومين، العناوين العريضة للمحادثات، متجنّبةً التطرق إلى أيّ مواضيع تستفزّ مضيفيها.
وتقود كلينتون مع وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر وفداً من نحو 200 مسؤول للمشاركة في الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي والاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة، إلى جانب عضو مجلس الدولة الصيني داي بينغ قوه، ونائب رئيس الوزراء وانغ كيشان.
والمحادثات التي ستبدأ اليوم وتستغرق يومين، انطلقت أمس بشكل غير رسمي، بعدما حلّت كلينتون ضيفة على مأدبة عشاء أقامها داي على شرفها.
ووسط التحسّن المستجد في العلاقات بين البلدين بعد توتّر شهدته الأشهر الأولى من العام الحالي بسبب صفقات بيع الأسلحة لتايوان والتيبت، وخلافات على التجارة والإنترنت، سيناقش المشاركون عدداً من القضايا، من بينها تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، وتحقيق تعاف قويّ ونموّ أكثر توازناً. كذلك سيبحث المجتمعون تطبيق نظام مالي مرن، إلى جانب تدعيم البنية المالية والاقتصادية العالمية، وسط تزايد الدعوات لتحسين الصين لسعر صرف اليوان مقابل الدولار.
وتأكيداً على الرغبة الأميركية في تحقيق الصين مزيداً من التقدم حيال مكافحة التزوير والانفتاح على الشركات الأجنبية، أكّدت كلينتون في كلمة ألقتها خلال زيارتها الجناح الأميركي في معرض شنغهاي العالمي، أن الشركات الأميركية تستحق «وصولاً عادلاً» لعقود الحكومة الصينية.
وأوضحت وزيرة الخارجية أن «الشركات الأميركية تريد المنافسة في الصين». وأضافت «إنها تريد بيع سلع صنعها عاملون أميركيون للمستهلكين الصينيين، الذين يرتفع دخلهم ويزداد طلبهم».
كذلك شدّدت كلينتون، التي أدّت دوراً أساسياً في توفير أكثر من 60 مليون دولار لتمويل إقامة الجناح الأميركي، على أن «الشفافية في وضع القواعد وتحديد المعايير وعدم التفرقة، وحرية الوصول بطريقة عادلة إلى عقود مبيعات القطاع الخاص والمشتريات الحكومية على حد سواء، والتطبيق القوي لحقوق الملكية الفكرية، كلّها مهمة بطريقة حيويّة في الاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين».
وإن كانت كلينتون قد مرّت بسرعة خلال زيارتها معرض شنغهاي من أمام جناحي كوريا الشمالية وإيران، فإنها ستتطرّق إلى ملفي البلدين بكثير من التفصيل خلال المحادثات مع المسؤولين الصينيين، التي لن تغيب عنها أيضاً الأوضاع في أفغانستان وباكستان، ولا سيّما أن الوفد الأميركي يضم عدداً من كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية والقيادة الأميركية في المحيط الهادئ.
وفي السياق، ستحاول كلينتون كسب دعم الصين لمعاقبة حليفتها كوريا الشمالية، بعدما حمّلتها لجنة تحقيق دولية مسؤولية إغراق البارجة الكورية الجنوبية «تشونان».
وشدّدت كلينتون من شنغهاي، على أهمية التعاون الأميركي الصيني في هذه الملفات. وقالت إن «كل تحدّ نواجهه تقريباً في العالم يتطلّب تعاون الولايات المتحدة والصين».
وفي السياق، قال مسؤول أميركي يرافق كلينتون «نريد من الصين أن تتعاون تعاوناً قويّاً». وأضاف «نودّ أن نراهم يقرّون بحقيقة ما جرى، والانضمام إلى كوريا الجنوبية واليابان وإلينا، للرد بطريقة تساعد على تغيير سلوك كوريا الشمالية».
كذلك، تسعى كلينتون إلى تعزيز التنسيق مع بكين بشأن الملف النووي الإيراني، بعدما أبدت الصين موافقتها على مسودة مشروع قرار في مجلس الأمن لفرض جولة جديدة من العقوبات على طهران بعد تردّد طويل في هذا المجال.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)