بول الأشقروسط تلبّد السماء بغيوم الأزمة الاقتصادية الأوروبية وتراجع عملة «اليورو»، وفي جو خيّم عليه الاتفاق الذي أنجزته في طهران كل من البرازيل وتركيا، عقدت في مدريد أول من أمس القمة السادسة الأوروبية ـــــ اللاتينية التي تجمع 60 دولة، بينها نصف دول «جي20»، وأكثر من مليار نسمة.
وعلى هامش اللقاء المركزي، عقدت قمم موازية بين المجموعة الأوروبية ودول أميركا الوسطى، وأيضاً بين الأوروبيين ومنظمة «مركوسور» الإقليمية في أميركا الجنوبية. ومن أبرز الغائبين عن هذه اللقاءات، رئيسا وزراء بريطانيا الجديد دايفيد كاميرون، وإيطاليا سيلفيو برلوسكوني ورئيسا فنزويلا هوغو تشافيز وكوبا راوول كاسترو.
في القمة «الأم»، عبرّ زعماء أوروبا وأميركا اللاتنية عن ضرورة ارتقاء المؤسسات الدولية الى مستوى التحديات العالمية، ما يعني حسب المضيف، رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، «الحاجة الماسة إلى تغيير النظام المالي»، وطالب أيضاً برفع مستوى التنسيق في ملفات مثل الاحتباس الحراري أو الحرب على المخدّرات.
من جهتها، رأت الرئيسة الأرجنتينية، كريستينا كيرشنير، المتحدثة باسم المجموعة اللاتينية أن «التعددية القطبية هي الطريق لحل لملفات السياسية لا الاقتصادية فقط»، مذكرةً بأن الأدوات الحالية تعود إلى نهاية الحرب العالمية «وإلى عالم لم يعد موجوداً».
وعقدت القمة في جو اقتصادي متمايز، إذ يقدر صندوق النقد الدولي معدل النمو المتوقع للعام الحالي لأميركا اللاتينية بـ4 في المئة، فيما لن تدرك أوروبا عتبة الـ1 في المئة. وهذا ربما ما يفسّر انتقال المشورة من طرف إلى آخر في اللقاء الذي جمع كيرشنير مع رئيس وزراء اليونان، جورج باباندريو، ولا سيما أن الأرجنتين عرفت قبل عقد أزمة شبيهة باليونانية.
ولم تفوّت كيرشنير فرصة إثارة مسألة جزر مالفيناس داعية بريطانيا مرة جديدة إلى فتح مفاوضات معها حول سيادة هذه الجزر. ولم يتأخر الرد الإنكليزي بالتأكيد أن بريطانيا «ليس لديها أدنى شك في السيادة على جزر فولكلاند» (الاسم البريطاني لهذه الجزر) وأن ما يحركها هو مبدأ حق تقرير المصير لسكان هذه الجزر.
وكانت مسألتا هايتي وهندوراس حاضرتين على جدول أعمال المناقشات السياسية، مع أن رئيس هندوراس، بورفيريو لوبو، لم يحضر بسبب تهديد أبرز دول أميركا الجنوبية بمقاطعة القمة.
وعلى الهامش عقدت قمتان إقليميتان ووقُعت معاهدة تجارة حرة بين المجموعة الأوروبية وأميركا الوسطى، وتقررت استعادة المفاوضات المجمدة منذ 6 سنوات حول الموضوع نفسه بين المجموعة الأوروبية ومنظمة «مركوسور».