خاص بالموقع - يشهد حزب «الشعب الجمهوري» الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، مرحلة دقيقة بعد إستقالة رئيسه دينيز بايكال على خلفية بث فيلم مصوَّر التُقط بكاميرا خفيّة، يُظهِره وشريكته النائبة عن حزبه في العاصمة أنقرة، نسرين بايتوك، يمارسان الجنس، ليصبح أمام مهمة اختيار رئيس جديد له في نهاية الأسبوع الحالي.وترأس بايكال (71 عاما) منذ العام 1992 حزب «الشعب الجمهوري». ويعتبر زعيماً يحظى بالشعبية في السياسة التركية وممسكاً بزمام حزبه بالكامل. وقد ترك المجال مفتوحاً أمام عودته في أثناء مؤتمر الحزب المقرر في نهاية الأسبوع الحالي عبر التنديد بما إعتبرها «مؤامرة» ضده.
غير أن أغلبية الشخصيات النافذة وناشطي حزبه انخرطوا في صفوف نائبه كمال كيليتشدار أوغلو، الذي أعلن عن ترشحه لرئاسة الحزب يوم الإثنين الماضي، ما يجعل سيناريو عودة بايكال بعيد المنال، بحسب مراقبين.
ويتحدر كيليتشدار أوغلو الذي يعمل كمراقب للضرائب وتشبِّهه وسائل الإعلام بـ«غاندي»، من ولاية تونجلي الشرقية الكردية والعلوية، ويعتبر رمزاًَ للإستقامة في طبقة سياسية طبعتها فضائح الفساد.
ويبدو أن قراره الترشح أثار الحماسة بعد أخذه على بايكال تصلبه القومي ومعارضته الإصلاحات المناسبة لأوروبا وحرية التعبير في حزبه بالذات، فيما يعتبر الحزب نفسه اشتراكياًَ ديموقراطياَ.
وتعليقاً على إعلان كيليتشدار أوغلو ترشحه قالت صحيفة «حرييت» في افتتاحيتها، «كان حزب الشعب الجمهوري بحاجة إلى صورة جديدة ورئيس جديد. إنتهت حقبة بايكال». بدوره علّّّق محرر الشؤون السياسية في الصحيفة، محمود ايدن، على التطورات بالقول «أصبح كيليتشدار أوغلو أمل الذين فقدوا الأمل».
واعتبر أن حزب «الشعب الجمهوري» الذي لم يشارك في أي حكومة منذ حوالي عقدين، قد يتحول إلى خصم جدّي لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم منذ 2002 في انتخابات 2011 النيابية.
ويؤكد كيليتشدار أوغلو أنه يريد تشجيع الشباب في حزبه، وتعزيز الديموقراطية فيه، محدداً هدفه بالحصول على 40 في المئة من أصوات الناخبين، ما قد يبعد العدالة والتنمية عن السلطة بعدما كشف استطلاع للرأي أن 32 في المئة من الأتراك قد يصوتون لحزب «الشعب الجمهوري» برئاسته.
ووعد المرشح الذي قدم على أنه «رجل الشعب»، بالعمل لصالح الطبقات الفقيرة في بلاد تجاهد بصعوبة للخروج من الإنكماش.
(أ ف ب)