على وقع المناورات العسكرية الإيرانية في الخليج، بهتت درجة التلويح بحرب على لبنان وسوريا في الدوائر الإسرائيلية. على الأقل، هذا ما أعلنه وزير الدفاع إيهود باراك
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، أنه لا خطر على سياسة التعتيم التي تفرضها إسرائيل على مشروعها وترسانتها النووية، لكنه أشار إلى تراجع المكانة الدولية للدولة العبرية، مشدداً على أنه لا أحد يريد أي تدهور عسكري في الصيف المقبل مع لبنان وسوريا. بيد أن نائب رئيس الحكومة، موشي يعلون، رأى أن إسرائيل في وضع يمكّنها من شنّ حرب على إيران.
وقال باراك، خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إن «إسرائيل أمام خطر تراجع مكانتها الدولية في الأمد البعيد، ورغم ذلك، فإني لا أعتقد أنّ هناك خطراً أو تهديداً حقيقياً على موقف التعتيم النووي الإسرائيلي التقليدي».
وأضاف باراك أن «الأميركيين يعون جيداً حقيقة أنه كلما اتسعت دائرة المشاركين في العقوبات (على إيران) فإنها ستصبح أقل نجاعة، ونحن نرى تغيراً في نبرة صوت الأميركيين والإدارة مصرة على منع تحول إيران إلى دولة نووية، وهم فعالون أكثر من الماضي».
وتطرق باراك إلى التوتر عند الحدود مع لبنان وسوريا، قائلاً إنه «لا ضرورة لأن نجد أنفسنا في حال تدهور (عسكري) في الصيف، رغم تحذيرات ملك الأردن» عبد الله الثاني. وأضاف أن «لا أحد يريد تدهوراً كهذا، لكننا في حالة تأهب ونتابع مجريات الأمور وإسرائيل قوية جداً ورادعة، وإذا أرغمونا فإن الجيش الإسرائيلي سيرد على أي خطر».
أمّا يعلون، الذي يتولى وزارة الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، والعضو في «منتدى السباعية الوزاري»، وهي الهيئة الموكل إليها اتخاذ القرارت الاستراتيجية في إسرائيل، فرأى أن «القوات الجوية الإسرائيلية اكتسبت من خلال شنّ هجمات على النشطاء في لبنان والأراضي الفلسطينية، التقنية اللازمة لتوجيه أي ضربات لمواقع إيرانية في المستقبل».
وأضاف يعلون، في مؤتمر عن موضوع «القوة الجوية ـــــ تحديات دولة إسرائيل في العقود المقبلة»، الذي عُقد في معهد فيشر لدراسات الطيران والفضاء الاستراتيجية قرب تل أبيب، أن «ما من شك في أن القدرات التكنولوجية التي تحسنت في السنوات الأخيرة حسّنت المدى وقدرات إعادة التزود بالوقود جواً وأحدثت تحسناً هائلاً في دقة المعدات والمعلومات».
وقال يعلون: «يمكن استخدام هذه المقدرة في حرب على الإرهاب في غزة وفي حرب في مواجهة الصواريخ من لبنان وفي حرب على الجيش السوري التقليدي، وكذلك في حرب على دولة بعيدة مثل إيران».
في المقابل، وفي تصريحات منفصلة، قال النائب الآخر لرئيس الحكومة الإسرائيلية، دان مريدور، «لا يزال هناك متسع من الوقت» للدبلوماسية كي تؤتي ثمارها. وسعى مريدور إلى التقليل من شأن اهتمام إسرائيل بتضييق الخناق على إيران ووصف الأمر بأنه تحدٍّ عالمي.
من جهة أخرى، أعلنت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، أن مجلس الأمن الدولي قد يقرّ «بسرعة شديدة» فرض جولة جديدة من العقوبات على إيران.
وأضافت، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسل: «إننا نؤيد العملية التي يقوم بها مجلس الأمن بشأن إجراءات صارمة جديدة، وأعتقد أن الاقتراح سيقرّ بسرعة شديدة». وتابعت: «إذا أرادت إيران الاتصال بي مباشرة لاقتراح إجراء مناقشات فعلية في شأن القدرات العسكرية النووية، فسأكون سعيدة بمناقشة هذا الموضوع مع زملائي» في مجموعة الدول الست الكبرى التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة)، إضافة إلى ألمانيا. وأكدت أن «دولاً أخرى» دعتها على نحو غير رسمي إلى إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إيران. وشددت أشتون على أن «الشرط» لإجراء تلك المفاوضات هو أن تتناول «على نحو محدد وحصري قضية الأسلحة النووية بالنسبة إلى إيران».
إلى ذلك، اختبرت إيران أمس للمرة الأولى نسخة من صاروخ قصير المدى يبلغ 75 كيلومتراً من طراز «فجر»، في إطار مناورات بحرية واسعة النطاق في الخليج.
وأفاد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، أنّ من غير المرجح أن تتمكن إيران من صنع صاروخ قادر على ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة قبل مرور عشر سنوات على الأقل. لكن المركز أضاف أنه يتوقع أن تسعى إيران إلى احتراف صنع الصواريخ المتوسطة المدى (بين 3500 و5500 كيلومتر).
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)