قال وزير العدل الأميركي أريك هولدر، اليوم الأحد، إنّ حركة طالبان الباكستانية تقف خلف محاولة التفجير الفاشلة في ساحة «تايمز سكوير» في نيويورك الأسبوع الماضي. وقال هولدر، في مقابلة مع برنامج «هذا الأسبوع»، الذي تعرضه شبكة «أي بي سي نيوز»، «لقد جمعنا أدلّة تُظهر أنّ طالبان الباكستانية تقف خلف الهجوم».
وأضاف «نعرف أنّهم ساعدوا على تسهيلها، نعرف أنّهم على الأرجح ساعدوا على تمويلها، وكان هو يعمل في اتجاههم»، في إشارة إلى الأميركي من أصل باكستاني فيصل شاهزاد، الذي اتُّهم بمحاولة التفجير.
من جهته، قال مستشار مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض جون برانين في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» إنّه كان لشاهزاد «تفاعل مطوّل» مع الحركة، التي أشار إلى أنّه يكاد لا يمكن «تمييزها» عن تنظيم القاعدة.
وقال «يبدو كأنّه كان يعمل نيابةً عن حركة طالبان الباكستانية»، وأضاف «هذه جماعة متحالفة عن قرب مع القاعدة، ولديها أجندة إجرامية شبيهة بالقاعدة، إنّهما تتدرّبان معاً، وتخطّطان معاً وتتآمران معاً، ويكاد لا يمكن التمييز بينهما».
وكانت طالبان الباكستانية قد أعلنت في وقت سابق أنّها تقف خلف محاولة تفجير السيارة الملغومة في ساحة «تايمز سكوير» السبت الماضي، غير أنّ متحدثاً باسمها عاد ونفى ذلك، في وقت كانت تقول فيه السلطات الأميركية إنّ الأدلّة التي جمعتها تشير إلى الحركة، غير أنّها لم تكن كافية في ذلك الوقت لحسم هذا الاستنتاج.
من جهتها، هدّدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الحكومة الباكستانية بتحمّل «عواقب وخيمة» في حال تعرّض الولايات المتحدة لما سمّته «هجوماً إرهابيّاً ناجحاً» وتبيّن بعد ذلك أنّه جرى التخطيط له في باكستان.
وقالت كلينتون في مقابلة مع برنامج «ستون دقيقة»، الذي تبثّه شبكة التلفزيون الأميركية «سي بي إس» يوم الأحد، وبثت على موقعها الإلكتروني مقتطفات منه، «لقد أوضحنا بجلاء أنّه إذا ما شُنّ هجوم ناجح مثل هذا، واستطعنا اقتفاء أثره في باكستان، فستكون هناك عواقب وخيمة جداً».
وأضافت كلينتون إنّه كلما أبدت باكستان مزيداً من التعاون في مجال مكافحة التطرف، ازداد التعاون بينها وبين الولايات المتحدة. وأقرّت كلينتون في المقابلة، التي سُجلت يوم الجمعة الماضي، بالتعاون المتزايد لباكستان في الحرب على الإرهاب، وقالت «لقد تلقّينا مزيداً من التعاون ونلمس تغيّراً كبيراً في الالتزام من جانب الحكومة الباكستانية لكنّنا نريد المزيد، ونتوقّع المزيد».
وقالت كلينتون «لدينا علاقات عسكرية، واستخبارية وحكومية أفضل من ذي قبل». وأشارت إلى أنّ العامين الماضيين شهدا اعتقال أعداد كبيرة من قادة جماعات إرهابية وتصفيتهم، إلّا أنّ بلادها لا تزال تنتظر المزيد من باكستان وتتوقعه.
وتأتي تصريحات كلينتون في أعقاب إعلان مسؤول استخباري أميركي أنّ المحقّقين في محاولة التفجير الفاشلة بميدان «تايمز سكوير» في نيويورك يعتقدون بأنّ المشتبه فيه فيصل شاهزاد تربطه صلات بجماعة طالبان باكستان، وهو ما دفع مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركية (إف بي آي) إلى إرسال عدد من مسؤوليه إلى إسلام آباد للتحقيق في ذلك، وقبل إعلان هولدر عن ذلك.
وأشار المسؤول إلى أنّ شاهزاد تلقّى تدريبات في باكستان، إلّا أنّه من غير المؤكّد ما إذا كانت هذه التدريبات مخصصة لمحاولة التفجير الأخيرة في نيويورك، كما لم تُعرَف الجهة التي درّبت المشتبه فيه.
يذكر أنّ شاهزاد الباكستاني الأصل والأميركي الجنسية والبالغ من العمر 30 عاماً كان قد عاد من زيارة استغرقت خمسة أشهر إلى باكستان، حيث إنّ له زوجة هناك.
وتخرج شاهزاد من جامعة بريدجبورت حيث حصل على درجة البكالوريوس في تطبيقات الحاسوب الآلي وتكنولوجيا المعلومات، ثم عاد للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة نفسها عام 2005.
وأشارت بعض المصادر القريبة من التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيق الفدرالي مع شاهزاد إلى أنّ هذا الأخير يتعاون تعاوناً جيّداً مع المحقّقين، وقد تخلّى عن حقه في الحصول على محامٍ.
(الأخبار، يو بي آي)