خاص بالموقع- أكّد رئيس الوزراء التايلاندي ابهيسيت فيجاجيفا أنّه يريد اللجوء إلى الحزم والحوار معاً لتسوية الأزمة السياسية التي تشل البلاد منذ سبعة أسابيع، ورأت مجموعة فكرية أنّها يمكن أن تتحوّل إلى «حرب أهلية كامنة». وأوقعت أعمال العنف حتى الآن 27 قتيلاً وحوالى ألف جريح في أسوأ أزمة شهدتها تايلاند منذ 1992.
ولا تزال حركة «القمصان الحمر» تشل الحركة في قلب العاصمة ويطالب أنصارها باستقالة فيجاجيفا، وقد أقاموا حواجز كبرى بالإطارات للاحتماء من هجوم قد تشنّه قوات الأمن.

ودعا ابهيسيت الأحد إلى جلسة استثنائية لمجلس الوزراء تخصّص لدرس «تحركات الإرهابيين وأمن البلاد» ومطالب القمصان الحمر الذين يتحدّر معظمهم من المناطق الريفية في شمال البلاد وشمال شرقها، بحسب المتحدث باسم الحكومة بانيتان واتاناياغورن. ويحثّ بعض أنصار رئيس الوزراء على التدخل عسكرياً لاستعادة السيطرة على وسط المدينة.

لكن هذا التدخل الذي استبعده مراراً قائد الجيش، سيكون محفوفاً بالمخاطر. ويريد ابهيسيت أن يترك الباب مفتوحاً للتوصل إلى حل تفاوضي.

وصرح للتلفزيون «يسألني الناس متى سأقرر معالجة المشكلة. لقد قررت التدابير الواجب اتخاذها لكن عليّ التأكد من أنّها ستكون فعّالة، وسيكون لها أقل عواقب سلبية ممكنة».

وأضاف ابهيسيت «عندما أقوم بكل ذلك سأعلن قراري بشأن مطالب حلّ البرلمان». ولم يعلن رئيس الوزراء حتى الآن نيته الاستقالة قبل نهاية السنة، أي قبل عام من انتهاء ولاية البرلمان الحالي.

وتأتي هذه التصريحات غداة نشر تقرير لمجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل تحدث عن «حرب أهلية كامنة» تهدد البلاد. وفي معرض تأكيدها مخاوف عدد من المراقبين والدبلوماسيّين، كشفت مجموعة الأزمات الدولية أنّ «النظام السياسي التايلاندي لم يعد يعمل بطريقة صحيحة، ويبدو عاجزاً عن منع البلاد من التوجه إلى نزاع معمّم».

ودعت المجموعة إلى استئناف المفاوضات بمساعدة شخصيات مثل رئيس تيمور الشرقية جوزيه راموس هورتا الذي التقى أخيراً ابهيسيت في بانكوك.

وقال ابهيسيت «تتساءل دول عدة لماذا ليس هناك مفاوضات. تحدثت إلى رئيس تيمور الشرقية، واستمعت إلى نصائحه، وأكد لي أنّ علينا تسوية المشكلة بطريقتين: الأولى تكمن في منع الحكومة أيّ شخص من مخالفة القانون، والثانية تكمن في عدم تجاهل حاجات الشعب».

ولا تعترف المعارضة بشرعية رئيس الحكومة، وترى أنّه يخدم مصالح النخبة في العاصمة في محيط القصر الملكي. وأعربت المعارضة عن استياء قسم كبير من البلاد المحروم من السلطات ومن منافع النمو.

وبات الرهان الآن بالنسبة إلى ابهيسيت هو الخروج من منطق المواجهات السائد منذ أسابيع وقد يؤدي إلى أعمال عنف جديدة.

وتفاوض شرطيون ومتظاهرون اليوم لوصول سيارات الإسعاف إلى أحد أكبر مستشفيات العاصمة الذي دخله الخميس حوالى مئة متظاهر ظناً منهم أنّ قوات الأمن تختبئ فيه. وقدّم إثر ذلك قادة القمصان الحمر اعتذارات بعدما شعروا بالإحراج.

(أ ف ب)