خاص بالموقع- «أعتبر نفسي مجاهداً وما أقوم به هو ردّ على الترهيب الذي تمارسه الولايات المتحدة بحق المسلمين»، هذا ما نطق بها فيصل شهزاد المتهم بمحاولة تنفيذ الهجوم الفاشل في قلب نيويورك في الأول من أيار أمام المحكمة، من دون أي شعور بالندم.
وأضاف شهزاد وهو مواطن أميركي من أصل باكستاني أمام المحكمة الفدرالية في جنوب منهاتن «أريد أن أعلن أنني مذنب مئة مرة»، مشيراً إلى أنه قصد بلده الأم في حزيران 2009 من أجل التحضير لتنفيذ مخططه.

ويقول هذا الشاب (30 عاماً) إنه متزوج من شابة أميركية من أصول باكستانية ورزق منها «ولدين رائعين»، مشيراً إلى أن عائلته «موجودة الآن في باكستان».

وطوال جلسة الاستماع التي عُقدت بعد ظهر أمس أمام القاضية ميريام غولدمان سيداربوم، لم يصدر عن شهزاد أي شيء من شأنه أن يفك الغموض بشأن سبب ارتمائه في أحضان التطرّف.

وشهزاد يحمل شهادة دراسات عليا ووالداه باكستانيان من الأعيان وهو يتقن الإنكليزية ببراعة وقد أمضى 10 سنوات في الولايات المتحدة حيث عمل لمدة ست سنوات مسؤول محاسبة ثم مسؤولاً مالياً في المجموعة الأميركية لمستحضرات التجميل «أليزابيث آردن».

ولكن في المحكمة كان من الصعوبة بمكان على المرء أن يصدق أن من كان منذ بضع سنوات شاباً مهاجراً لامعاً وواعداً، هو نفسه الشاب الماثل أمام القاضية بثياب السجن معتمراً قلنسوة قطنية بيضاء وموجهاً بكل رباطة جأش وعناد اتهاماته إلى الولايات المتحدة.

وقال «ما لم توقف الولايات المتحدة حربيها في العراق وأفغانستان، وما دامت تقصف المدنيين ولا تسحب قواتها، فإننا سنواصل مهاجمة الولايات المتحدة، وأريد أن أقرّ بذنبي في هذا».

وبعدما سألته القاضية عما إذا كان يعي ما يفعل، عما إذا يعلم أنه بإقراره بذنبه يواجه خطر الحكم عليه بالسجن المؤبد فيما إذا ترافع بالبراءة فسيحاكم عندها أمام هيئة محلفين يعود إليهم الفصل في ما إذا كان مذنباً أم بريئاً، عادت القاضية وأجابت «أفهم أنك قمت بخيارك».

وبعدها روى فيصل بالتفصيل وقائع عمليته، فبعدما أمضى 40 يوماً في وزيرستان بباكستان بينها خمسة أيام في تعلم كيفية صنع القنابل، عاد إلى الولايات المتحدة في شباط 2010 وفي جيبه حوالى ثمانية آلاف دولار نقداً، أعطته نصفها حركة «طالبان» الباكستانية بهدف واضح صريح هو: تنفيذ اعتداء على الأراضي الأميركية.

وأضاف «هنا في الولايات المتحدة فعلت كل شيء وحدي، كتيبات صنع المتفجرات مكتوبة بالاردو وأنا من إتنية الباشتون، ما استلزم ترجمة كل شيء»، من دون أن يوضح ما إذا كانت هذه المشكلة اللغوية هي السبب في فشل هجومه.

وتابع أن «فتيل المتفجرة الذي أشعلته والذي كان من المفترض أن يفجر كل شيء لم يعمل، لا أعلم لماذا»، مضيفاً «لقد تركت السيارة في تايمز سكوير وذهبت سيراً على قدمي إلى محطة غراند سنترال. توقعت سماع دوي الانفجار ولكن ما من شيء حصل فقفلت عائداً إلى بيتي».

ومضى يقول «حين عدت إلى المنزل شاهدت الأخبار ففهمت أن الحدود ستكون مغلقة أمامي فقررت الذهاب إلى مطار جون كينيدي لمحاولة المغادرة. لقد ألقي القبض علي على متن الطائرة». ومن المقرر أن يصدر الحكم بحق شهزاد في 5 تشرين الأول المقبل.

(أ ف ب)