خاص بالموقع - في مقابلة مع شبكة «بي بي سي» البريطانية، ضمن برنامج «هارد تولك» (حوار قاس)، دافع الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز عن نظامه قائلاً: «ليس هناك دولة أكثر ديموقراطية من فنزويلا». وعندما سئل عمّا إذا كانت ديموقراطية حقيقية، أجاب «هنا لا توجد دكتاتورية... لقد انتخبت ثلاث مرات، وعندما سحبني الأغنياء من القصر بواسطة انقلاب، تكفّل الشعب بإعادتي. أنا رجل ديموقراطي ولديّ الشرعية التي أعطتني إياها أكثرية الشعب... نبني الاشتراكية الديموقراطية، ونبنيها في إطار الديموقراطية». وعندما علّق الصحافي أنّ الديموقراطية لا تقتصر على إجراء انتخابات، ومن شروطها أيضاً حقوق المعارضة واستقلالية القضاء، وهي مفقودة في فنزويلا، مستشهداً بمثل قاضية أفرجت عن رجل كان يعدّه فاسداً وصارت الآن بدورها في السجن، وأيضاً بمثل وزير الدفاع السابق الجنرال بادويل الذي ساعد تشافيز على العودة بعد الانقلاب واليوم صار في السجن بسبب خلاف سياسي، أجاب تشافيز: «هنا وزراء سابقون في السجن بسبب الفساد، وموظفون سابقون في السجن ورجال أعمال في السجن بسبب الفساد... هنا نخوض معركة حياة وموت ضد الفساد، وهنا سلطات تعمل ولم تعمل من قبل كما تعمل اليوم». وعن أمثلة الصحافي، قال تشافيز «إنّ القاضية السابقة حوكمت بقرار مستقل من السلطة القضائية... أما بادويل فقد صار معارضاً بعد أن تورّط في الفساد، ولم يتهم بالفساد بعد أن صار معارضاً كما توحي». وتهكّم سائلاً: «هل صارت البي بي سي تدافع عن الفساد؟ هل تدافعون عن الفساد في إنكلترا، فلماذا تدافعون عنه في فنزويلا؟». ورفض تقرير «اللجنة الاميركية لحقوق الإنسان» قائلاً «إنّها لجنة مشبوهة، وقد أيّدت الانقلاب عليّ». وسئل عن واقع حقوق الإنسان وكيف يمكن أن تكون دولة حقوق إنسان والمعارضون يقبعون في السجون، فأجاب تشافيز: «يبدو أنّك لم تشاهد التلفزيون في فنزويلا... هنا ينتقدونني طيلة النهار... ويشتمونني طيلة النهار... ويصوّرونني بأبشع صور الكاريكاتور وأنا أضحك... لهم حرية شتم الرئيس هنا. لا أعرف إذا كان هذا الحق متوافراً في دول أخرى». وأضاف: «تقول إنّ فنزويلا تخرق حقوق الإنسان؟ في العالم أجمع تخرق حقوق الإنسان.. الآن أنا الأول في هذا البلد الذي يناضل من ضمن ما تجيز لي صلاحياتي لإعادة حقوق الإنسان الأساسية إلى جميع الفنزويليين». واستطرد قائلاً: «كنت أتمنى أن أرى صحافيي حقوق الإنسان يتحدثون عن الولايات المتحدة التي تقصف مدناً وتقتل الأطفال، أو أن أقرأ تقارير حقوق الإنسان عن حكومة إسرائيل التي قضت على قطاع غزة وأبادت أمام أنظار العالم آلافاً من الأطفال والنساء». وانتقل الحديث إلى الوضع الدولي، حيث سئل إن كان قد رأى تغييرات إيجابية آتية من البيت الأبيض منذ أن تسلّم أوباما الحكم، فأجاب تشافيز: «يا ليت، جورج بوش أعاد تفعيل الأسطول الرابع... وأوباما أقرّ 7 قواعد عسكرية في كولومبيا... ويتابع حرب العراق وحرب أفغانستان... يا ليت أوباما يكرّس وقته ليحكم الولايات المتحدة ويفي بوعوده لناخبيه، وينسى الإمبريالية وهذا الادّعاء بحكم العالم بأجمعه... ما زلت أنتظر أن تأتي تلك الإشارات من هناك، لأنّي أريد أحسن العلاقات مع الولايات المتحدة». وسئل عن علاقاته بإيران فقال «إنّ فنزويلا دولة ذات سيادة، وقد استردّت حريتها، وتعقد علاقات سياسية واقتصادية وتجارية مع أية دولة تشاء... مع إيران ومع غير إيران، ولدينا علاقات جيدة مع عشرات الدول». ووصف إيران بأنّها «دولة حليفة وصديقة»، ونفى أن تكون هناك أي تجارة باليورانيوم معها، لأنّنا «أمّمنا كلّ الموارد المعدنية... وحالياً لا ننتج اليورانيوم المتوافر عندنا». واقترح على بريطانيا «تعطيل قنابلها النووية... وقد اقترحت ذلك على بوتين». وأكد أنّ فنزويلا «لا تنوي إنتاج قنبلة ذرية، بل تريد تعطيل كل القنابل النووية ... وفي الوقت ذاته، قررنا الاعتماد أيضاً على الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء التي نحتاج إليها». وسئل عن تعثّر الوحدة الأميركية الجنوبية واللاتينية، مستشهداً بالتوتر على الحدود مع كولومبيا، فأجابه تشافيز «إذا كان قد نسي» الحروب التي كلّفت أوروبا الملايين من القتلى، ووصف الوضع مع كولومبيا بأنّه «ظرفي»، مذكّراً «نحن ما زلنا عالماً مستعمَراً... وقد عاد واستفاق مئتي عام بعد أن حصل على استقلاله». وسئل أخيراً عمّا إذا كان ينوي إعادة الترشح في انتخابات 2012 الرئاسية، فأجاب الزعيم الفنزويلي: «لا أدري، لست متأكداً... ما زلنا في أواسط عام 2010، وتبقى سنتان ونصف سنة، وقد تحدث أشياء كثيرة خلال هذه الفترة... اليوم، هي إمكان لا غير بعد أن حصلت على حق إعادة الترشح... وإذا حصل أن ترشّحت، كلمة الفصل هي في كل الأحوال في أيدي الشعب... وإن لم أكن رئيساً، وإن بقيت على قيد الحياة، فسأستمر في خدمة هذه الثورة من أي موقع تحتاج إليه، من موقع الرئاسة إلى موقع أستاذ ابتدائي لأنّي مولع بتعليم الأطفال».
(الأخبار)