خاص بالموقع- ألقت السلطات الباكستانية القبض على مواطن أميركي قرب الحدود مع أفغانستان يحمل سيفاً قال إنه يريد القضاء به على زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن. وذكر موقع «شيرتال نيوز» الباكستاني اليوم أن السلطات المحلية ألقت القبض على المواطن الأميركي غاري بروكس فولكنر في وادي بومبيرت كلاش في شيترال، فيما كان يحاول اجتياز الحدود إلى مقاطعة نوريستان الأفغانية.
وأفيد بأن الأميركي كان يحمل مسدساً وخنجراً وسيفاً ويعلن نيته اجتياز الحدود إلى أفغانستان لمحاربة «طالبان» وأسامة بن لادن. وأشار الموقع إلى أن المعتقل كان قد زار باكستان 7 مرات في السابق.

وقال الضابط الباكستاني ممتاز أحمد خان: «لقد ضحكنا حين قال لنا إنه يريد قتل بن لادن». لكنه أضاف: «عندما وجدنا معه الخنجر والسيف والمسدس صار لدينا شكوك».

وأوضح خان أنه عندما سُئل فولكنر كيف سيتمكن من يقتل بن لادن أجاب «لأن الله معي، وأنا واثق من نجاحي في قتله».

وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية لدى إسلام آباد، ريتشارد سنالسير، إن السفارة تبلغت من السلطات الباكستانية أمر اعتقال مواطن أميركي، وأن الإجراءات جارية لتحديد هويته.

من جهة ثانية، يرى مراقبون أن النصر المعلن من باكستان على «طالبان» وحلفائها في منطقة أوراكزاي المضطربة استند إلى حسابات خاطئة، إذ تصور الضباط أن المتشددين سيفرّون من المنطقة بعد الاستيلاء على العديد من قواعدهم. تماماً مثلما حدث في اللحظة التي أعلن فيها الرئيس الأميركي جورج بوش انتهاء المهمة في عام 2003.

ويقول المراقبون إن الإعلان في حد ذاته بدا محاولة لدعم معنويات الشعب الذي عانى على مدى سنوات طويلة من هجمات ومن حملات عسكرية شبه متصلة ولم يشهد سوى القليل من النتائج.

وقال الجنرال المتقاعد طلعت مسعود، وهو محلل أمني وعسكري إن «الإعلان بدا ملائماً بالنسبة إلى الرأي العام الباكستاني. الرأي العام يتصور أنه أمر لا ينتهي، وخاصة في أوراكزاي. لذلك كانوا على الأرجح يريدون إشاعة حالة من الارتياح بين الناس».

وأضاف: «كان ذلك للاستهلاك المحلي. لكن للأسف لم تكن هذه هي الحقيقة، وأثيرت الشكوك الآن حول صدقيتهم». وتابع «أنه كان سوء تقدير حقيقي مع بعض المبالغة غير الضرورية».

وأوراكزاي واحدة من أكبر قواعد طالبان الباكستانية التي تقاتل الدولة الباكستانية وقوات التحالف في أفغانستان.

واستولت قوات الأمن الشهر الماضي على جابوري وهي معقل رئيسي للمتشددين على مسافة 60 كيلومتراً من كالاي البلدة الرئيسية في أوراكزاي.

وبعد فترة وجيزة توجه رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني إلى أوراكزاي في 1 حزيران وأعلن النصر على «طالبان» هناك قائلاً إن الجيش ينهي هجومه هناك بعد طرد المقاتلين من المنطقة.

ولكن بعد يوم واحد اندلعت اشتباكات عنيفة قتل فيها 20 متشدداً. وقال الزعيم القبلي لال جان: «الوضع خطير للغاية في أوراكزاي. المقاتلون لا يزالون يسيطرون على الجبال المهمة ويمكنهم العودة».

ويوم الثالث من حزيران هاجم عشرات المقاتلين مركز تفتيش أمنياً في المنطقة وقتلوا ستة جنود. وقالت الحكومة إن 30 مقاتلاً على الأقل قتلوا أثناء التصدي لهم.

ومنذ ذلك الحين تقع اشتباكات يومياً تقريباً، ويعلن المسؤولون الحكوميون أنهم يلحقون خسائر بالمقاتلين، كلها تقريباً غير مؤكدة وتنفيها الجماعات المقاتلة. ويقول المحللون إن ارتفاع أعداد القتلى والجرحى يظهر أن المقاتلين لا يزالون يعملون بأعداد كبيرة في المنطقة، على الرغم مما تعرضوا له من ضربات.

(أ ب، يو بي آي، رويترز)