بول أشقر خاص بالموقع- قال شقيق رئيس الجمهورية التشيلي، سيباستيان بينييرا، خوسيه، رداً على سؤال لمجلة «بيرفيل»، عن شرعية انقلاب الجنرال أوغستو خوسيه رامون بينوشيه أوغارتا، عام 1973، إنّ «من يخرق دستور دولة خلال وجوده في السلطة، هو من ينقلب على النظام الديموقراطي، وهو من يتحوّل إلى طاغية. والمثل الأشهر في التاريخ هو أدولف هتلر، الذي انتُخب ديموقراطياً عام 1933 وتحوّل إلى طاغية». وأضاف «للأسف لم تكن متوافرة في دستور عام 1973 أداة لإقصاء من يخرق الدستور والقانون»، قبل أن يذكر أنّ سالفادور أليندي، زعيم الوحدة الشعبية، «كان قد وقّع عام 1967 مع الحزب الاشتراكي إعلان حرب على الديموقراطية، كتب فيه أن العنف الثوري شرعي، وهو الوسيلة الوحيدة لتسلّم السلطة».

وخوسيه اقتصادي مرموق شغل منصب وزير العمل في حكومات الجنرال بينوشيه، وهو من فكّك باكراً نظام التقاعد في التشيلي، ويعدّ من المنظّرين السبّاقين في اعتماد الخصخصة، التي ستُعتمد نموذجاً في أكثرية اقتصادات أميركا اللاتينية في العقود المقبلة. وهو حتى اليوم أحد نجوم «تويتر» في تشيلي.

وأثارت تصريحات شقيق الرئيس موجة من الاعتراضات، وخصوصاً أنها جاءت بعد أسبوع واحد من تصريحات ميغيل أوتيرو، الذي عيّن لتسلّم سفارة تشيلي في الأرجنتين، الذي أُجبر على التخلي عن منصبه بعدما صرّح لجريدة كلارين «أن أكثرية الشعب التشيلي لم يتضايق من الديكتاتورية، بل بالعكس، شعرت بانفراج نتيجة حصولها».

وإذا كانت تصريحات أوتيرو قد جعلته غير مرغوب فيه في بلد مثل الأرجنتين يتميّز بحساسيته القصوى تجاه أفعال الديكتاتورية العسكرية، فقد أتت تصريحات خوسيه بينييرا لتدلّ على أنّ داخل الائتلاف الحاكم تياراً تمتدّ جذوره حتى فترة البينوشيتية، ويريد استغلال رئاسة بينييرا للعودة إلى التعبير بصوت عال عن معتقداته.

وإذ أتت ردود فعل اليسار مندّدة بديهياً، وقالت الشيخة إيزابيل، ابنة الرئيس سلفادور أليندي، إنّ «تصريحات خوسيه تهريجية ولا تستحق الرد عليها». فإنّه محبط أن يبقى أناس يفكرون بهذا الشكل».

من جهته، قال وزير الداخلية رودريغو هينزبيتير، وهو يميني عقائدي، وأحد أقرب مستشاري الرئيس بينييرا، «يبدو لي مستحيلاً أن أتصوّر أن يقارن أحدهم الرئيس سالفادور أليندي بمجرم نازي مثل أدولف هتلر. من الصعب تصوّر، ومن المستحيل قبول، ومن الضروري التنديد بمن يقارن حكومة أليندي بنظام أدولف هتلر المجرم».

لم يرضخ خوسيه لتصريح أقرب مقرّبي شقيقه وردّ عليه بعنف على تويتر قائلاً إنّ «تصريح وزير الداخلية في غاية الخطورة. هينزبينتر، وهو سياسي محوري إلى جانب الرئيس، يكذب بطريقة مفضوحة وغير مسؤولة. يهدّد الإيمان بالجمهورية، ويورّط الرئيس. عليه أن يعتذر عن تصريحاته أو يستقيل».