فصل جديد من فصول الحرب المجنونة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك والمناطق المجاورة لها، تحوّلت معه المصحّات إلى ساحة معركة بين مافيات المخدّرات
بول الأشقر
فجر يوم الجمعة المنصرم، دخل نحو 30 عنصراً مسلّحاً إلى مصحّ في ولاية شيواوا الحدودية مع الولايات المتحدة، يعتني بإعادة تأهيل مدمنين على المخدرات. وعلى مدى عشر دقائق متواصلة، أفرغوا ذخيرتهم على كل من كان يتحرك أو من كان نائماً قبل أن يعودوا إلى سياراتهم وينسحبوا. وعند وصول قوى الأمن والمسعفين، كانت حصيلة المجزرة 19 قتيلاً في المصح.
المعلومات الأولية تفيد بأن المصح يُستخدم لإعادة تأهيل مدمنين ينتمون إلى مجموعة تابعة لـ«كارتيل سينولايا»، وعلى الأرجح أن يكون المهاجمون من مجموعة تابعة لـ«كارتيل خواريز». وهي ليست المرة الأولى التي تتحول فيها المصحات إلى ساحات معارك.
وصلت حصيلة قتلى الحرب على مافيات المخدّرات حتى الآن إلى 23 ألف قتيل
ففي أيلول وتشرين الأول الماضيين تم إعدام 18 ثم 10 مدمنين في مصحين من مدينة سيوداد خواريز، إحدى المدن التي اشتدت معاناتها منذ اندلاع الحرب على مافيات المخدرات، قبل ثلاث سنوات ونصف سنة. حرب وصلت حصيلة قتلاها حتى الآن إلى 23 ألف قتيل. ونشرت السلطات المكسيكية أكثر من 50 ألف جندي لهذه الغاية، بينهم 8 آلاف فقط في ولاية شيواوا.
لم تمض ساعات قليلة بعد مجزرة المصح، حتى اكتشفت 20 جثة في مدينة ماديرو من ولاية تموليباس، إحدى الولايات الست الحدودية. وكان كوماندوس مسلح في شاحنات قد اشتبك يوم الخميس الماضي مع عناصر شرطة من دون وقوع ضحايا.
كذلك بدأت تظهر الجثث تباعاً في عدة أحياء من المدينة، والضحايا على الأرجح هم حصيلة تصفية حسابات بين «كارتيل الخليج» الناشط في هذه المنطقة ومجموعة «لاس زيتاس» المؤلفة من عسكريي نخبة سابقين فارّين من الجيش.
في هذه الأثناء، لا تزال آثار مقتل مراهق (14 عاماً) بطلق في رأسه يوم الاثنين الماضي قرب نهر «ريو برافو» الحدودي الفاصل بين مدينة سيوداد خواريس ومدينة «أل باسو» في تكساس تتفاعل. وفيما قالت عائلة الفقيد إن المراهقين كانوا على الأراضي المكسيكية ولم يكن في نيتهم اجتياز الحدود، طالبت وزيرة الخارجية المكسيكية، باترسيا إسبينوزا، عقب اجتماع مع حكام الولايات الحدودية بـ«فتح تحقيق مستقل سنراقبه عن كثب لتوضيح الحقيقة وإيصال العدالة لأصحابها». وكانت الشرطة الأميركية قد أعلنت في البداية أن المراهقين كانوا يرمون الحجارة على الدورية، فيما لم يؤكد شريط مصور من هاتف خلوي هذه الرواية. وفتح مكتب التحقيق الفدرالي «إف بي آي» تحقيقاً حول الحادثة بعدما علم أن مطلق النار قد أُبعد من عمله. وقد تزايد في الفترة الأخيرة عدد القتلى المكسيكيين بنيران شرطة الحدود الأميركية، ووصل عدد القتلى عام 2009 إلى 12 قتيلاً، بينما ناهزوا الـ 17 قتيلاً منذ بداية العام حتى أوائل الشهر الجاري.