Strong>واجهت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أول امتحان في صدق نهجها الحواري في حل مشاكل العالم، خلال اجتماع نيويورك بشأن إيرانهاجم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، بعنف الولايات المتحدة في معرض تنديده بفرض مجلس الأمن الدولي حزمة رابعة من العقوبات على بلاده.
وبعدما أعاد نجاد، خلال زيارته معرض شنغهاي العالمي بمناسبة «يوم إيران» في المعرض، وصف قرار مجلس الأمن بأنه «قصاصة ورق لا قيمة لها»، أعرب عن اعتقاده بأن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، «ارتكب خطأً فادحاً، وأنه يعلم أن القرار لن يكون له مفعول». وأضاف: «سيدرك (أوباما) قريباً جداً أنه لم يتخذ الخيار الصائب، وأنه عرقل الطريق أمام إقامة علاقات ودية مع الشعب الإيراني»، متهماً أوباما بأنه «انطلق على الطريق نفسه الذي سلكه جورج بوش».
كذلك، اتهم الرئيس الإيراني القوى النووية العالمية «باحتكار» التكنولوجيا الذرية، في وقت بدا فيه حريصاً على عدم انتقاد الصين، بعدما قال للصحافيين إن «المشكلة الأساسية هي مع الإدارة الأميركية وليست لدينا مشاكل مع الآخرين». وطالت انتقادات نجاد إسرائيل، قائلاً: «من الواضح أن الولايات المتحدة ليست ضد القنابل النووية؛ لأنّ لديها نظاماً صهيونياً يملك قنابل نووية في المنطقة». وأضاف: «إنهم يحاولون إنقاذ النظام الصهيوني، لكن هذا النظام لن يستمر، مصيره الزوال».
من جهةٍ ثانية، رأى نجاد أن «عهد التخويف والإكراه قد ولّى». وأضاف: «لقد قلنا على الدوام إن مجلس الأمن الدولي هو أداة بيد الولايات المتحدة. إنه غير ديموقراطي وهو أداة للديكتاتورية».
من جهته، أكد المندوب الإيراني لدى وكالة الطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية، أن إيران لن تنظر في تعليق تخصيب اليورانيوم «حتى لثانية واحدة» إلا إذا «تلقت الوقود لمفاعل طهران للأبحاث الطبية».
أما وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، فشدد من طشقند على الطابع السلمي لبرنامج بلاده النووي، ووصف العقوبات بأنها «ظالمة»، فيما حذر نائب رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى، حسين إبراهيمي، من أن إيران سترد «بالتأكيد على كل سفينة إيرانية تتعرض للتفتيش، وسنفتش عدة سفن مقابل كل سفينة إيرانية تتعرض للتفتيش».
في هذه الأثناء، رأى وزير الدفاع الأميركي الأميركي، روبرت غيتس، أن «الجميع متفقون على أن لدينا المزيد من الوقت لممارسة الضغط على طهران، بما في ذلك الإسرائيليون، وسنواصل العمل على هذا»، مشيراً إلى أن «معظم الناس يعتقدون أن الإيرانيين لن يستطيعوا امتلاك أي أسلحة نووية لعام أو اثنين آخرين على الأقل»، فيما تتراوح «تقديرات الاستخبارات من عام إلى ثلاثة». وأعلن أنه أصيب «بخيبة أمل» جراء قرار تركيا التصويت ضد قرار مجلس الأمن الدولي.
وفي السياق، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مساعدين للرئيس باراك أوباما قولهم إنهم يعرفون أن العقوبات هي أداة محدودة لن تجبر إيران على وقف برنامجها النووي، وأن الإدارة الأميركية أعدّت خططاً احتياطية تكون الخيارات العسكرية هي الخيارات الأخطر والأخيرة فيها. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك خطط «باء» و«جيم» و«هاء» لم تتحدث الإدارة عنها في العلن، إلّا أن أجزاءً منها أصبحت معروفة في الخليج، وهي تتضمن خيار الاحتواء العسكري التقليدي وعملية تعرف في «سي آي إيه» بمشروع هجرة الخبرات لجذب الخبراء في البرنامج النووي الإيراني إلى خارج البلاد. ولفتت الصحيفة إلى أن أوباما فعّل البرنامج السري الذي يعود لأيام سلفه جورج بوش لتقويض البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني، وسط شك في فعالية هذه الإجراءات.
في غضون ذلك، أفادت مسودة بيان أعد لعرضه على زعماء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في الاجتماع القمة الذي سيعقد في السابع عشر من الشهر الحالي، أن القيود الأوروبية ستتجاوز كثيراً عقوبات مجلس الأمن. ولن تقتصر على تقييد صادرات أو واردات إيران من النفط والغاز، بل ستسعى إلى منع الاستثمار الجديد في الصناعة ونقل التكنولوجيا والمعدات والخدمات إلى قطاع النفط.
أما روسيا، فحسمت موقفها من صفقة صواريخ «اس 300»، بعدما أكد الكرملين أن العقوبات التي أقرها مجلس الأمن تحظر إتمام الصفقة.
من جهةٍ ثانية، دعا أوباما، في بيان تلته باسمه مستشارته لشؤون حقوق الإنسان سامانتا باور، العالم إلى دعم الشعب الإيراني في نضاله من أجل «الحرية»، في الذكرى الأولى للانتخابات الرئاسية الإيرانية.
إلى ذلك، اتهم رئيس اللجنة العليا لحقوق الإنسان في إيران، محمد جواد لاريجاني، الولايات المتحدة باختطاف واحتجاز بشكل غير قانوني «ستة أو سبعة» إيرانيين، بما في ذلك العالم النووي شهرام أميري، لكنه استبعد مبادلتهم بالمعتقلين الأميركيين الثلاثة المعتلقين في إيران الذين توقع أن تبدأ محاكمتهم في وقت قريب.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أب، ارنا، مهر)