مفاجآت الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس لا تتوقف. آخرها كان الموقف الذي أطلقه خلال لقائه زعماء يهود أميركا، مفاده الاعتراف بـ«الحق اليهودي في أرض إسرائيل»
واشنطن ــ محمد سعيد
زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس إلى واشنطن لم تقتصر على لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي لم يخرج منه بأكثر من وعود وعطايا ماليّة لدعم المفاوضات. غير أن لقاءً آخر يبدو أنه كان أكثر أهميّةً في واشنطن أيضاً، جمع أبو مازن مع زعماء الطائفة اليهودية.
اجتماع شهد عطيّة من أبو مازن لهؤلاء الزعماء تمثّلت باعتراف بـ«حقّ اليهود في أرض إسرائيل»، من دون تحديد ما هي أرض إسرائيل.
هذا على الأقل ما نُقل عن عباس، ولم تنفه السلطة. إذ ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن أبو مازن أبلغ عدداً كبيراً من زعماء اليهود الأميركيّين، بينهم مسؤولون سابقون في الحكومات الأميركية المتعاقبة، أنه لم ولن ينكر ما سمّاه «حق اليهود في أرض إسرائيل».
وقال أبو مازن، في حفل عشاء أقامه العضو اليهودي الديموقراطي السابق في مجلس النواب الأميركي روبرت ويكسلر الليلة قبل الماضية، «إنه سبق أن اقترح في الماضي إنشاء لجنة ثلاثية تراقب التحريض وتعاقب من يقومون به، لكنّ إسرائيل لم توافق على ذلك».
ونقلت «هآرتس» عن أحد المشاركين في اللقاء قوله «أنا متأكّد أنّ بعض الناس لا يتفقون معه (عباس)، ولكن الحقيقة هي أنّ كل من حضر كان متشجّعاً من تصريحاته».
وركّز أبو مازن حديثه بطريقة رئيسية على محادثات السلام غير المباشرة والاستفزازات العنيفة. ورداً على سؤال عمّا عرضه على الإسرائيليين ليُظهر جديته بشأن مبادرات السلام، ذكّر عباس المشاركين بأنه توجّه إلى الرأي العام الإسرائيلي عبر مقابلة على القناة العاشرة الإسرائيلية، «فلماذا لا يذهب بيبي (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو) إلى تلفزيون فلسطيني ويفعل الشيء نفسه؟»، مضيفاً «أنا لن أنكر أبداً حق اليهود في أرض إسرائيل».
وحضر حفل العشاء، الذي دام نحو ساعتين، أكثر من 30 من زعماء اليهود الأميركيين، بينهم آلن سولو، رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات الأميركية اليهودية الرئيسية، ولي روزنبرغ رئيس لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، وأبراهام فوكسمان مدير الرابطة الصهيونية لمكافحة التشهير، وساندي بيرغر مستشار الأمن القومي للرئيس السابق بيل كلينتون، وإليوت إبرامز نائب مستشار الأمن القومي للرئيس السابق جورج بوش.
وفي كلمة أمام مجموعة دراسات ألقاها في واشنطن، حذر عباس ان مفهوم حل مشكلة الشرق الاوسط القائم على دولتين، اسرائيلية

اخشى ان يكون مفهوم قيام دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيلية قد بدأ يتلاشى
وفلسطينية، بدأ يتلاشى. وقال«اريد ان اعبر عن قلقي من وضع بالغ الصعوبة». واضاف «اخشى ان يكون مفهوم قيام دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيلية قد بدأ يتلاشى».
ودعا أبو مازن، في مقابلة مع برنامج شارلي روز، الذي تبثّه شبكة التلفزيون العامة «بي بي إس» التلفزيونية الليلة قبل الماضية، إسرائيل إلى ضرورة الموافقة على أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية كشرط ضروري لأيّ تسوية سلميّة. وقال إنّ «القدس أرض محتلة، والعالم أجمع، بما فيه الولايات المتحدة، يعترف بذلك، ولن نقبل أيّ حل يستبعد القدس الشرقية».
وأشاد أبو مازن بالجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي باراك أوباما لتحقيق حلّ الدولتين. وقال «إنّ هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها من حكومة أميركية حديثاً عن أنّ حل الدولتين هو مصلحة حيوية للولايات المتحدة». وأضاف «إنّ حل الدولتين لم يعد مصلحة فلسطينية فقط، أو إسرائيلية أو شرق أوسطية، بل هو مصلحة أميركية أيضاً».
ومن المقرر أن يلتقي أبو مازن اليوم الجمعة، قبل مغادرته إلى إسبانيا، وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، على أن يجتمع في مدريد برئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغز ثباتيرو.