اتسع نطاق الصراع بين مقاتلي «حزب العمال الكردستاني» والدولة التركية، بتوغّل تركي في شمال العراق، للمرة الأولى منذ أربعة أعوام، في وقت قُتل فيه 15 شرطياً تركياً، أمس، في تفجير حافلة صغيرة في إقليم تركي مجاور لأرمينيا وإيران.
ويأتي التفجير الذي وقع في إقليم أغدير ليشكل الحلقة الأحدث في سلسلة هجمات يشنّها مقاتلو «حزب العمال الكردستاني» على جنود الجيش والشرطة، في جنوب شرق تركيا، منذ استؤنف القتال في تموز، بينما قتل هجوم منفصل بالقنابل في إقليم ماردين في جنوب شرق تركيا شرطياً وأصاب ثلاثة آخرين بجروح. وذكرت وكالة «دوغان» التركية للأنباء أن هجوم أغدير وقع خلال توجه رجال الشرطة في حافلة صغيرة إلى بوابة حدودية تربط بين تركيا وجيب ناخشوان، الذي يتمتع بحكم ذاتي، والذي يقع بين أرمينيا وإيران وتسيطر عليه آذربيجان.

قصفت أكثر من 40 طائرة حربية تركية أهدافاً لمقاتلي «العمال الكردستاني»

وكانت أكثر من 40 طائرة حربية تركية قد قصفت أهدافاً لمقاتلي «حزب العمال الكردستاني»، ليل الاثنين الثلاثاء، في شمال العراق، حيث توجد قواعد للحزب، وذلك بعدما قُتل 16 جندياً تركياً، يوم الأحد، قرب الحدود العراقية.
وقال مصدر أمني إن عشرات من طائرات «إف-16» و«إف-4» شاركت في العملية الجوية، التي بدأت نحو الساعة العاشرة مساء الاثنين واستمرت ست ساعات. واستهدفت الغارات الجوية مناطق تقع حول قواعد «حزب العمال» في قنديل وباسيان أفاشين وزاب، وأصابت مخازن للسلاح والغذاء ومواقع مدافع آلية لـ«حزب العمال الكردستاني».
لكن تركيا أكدت، أمس، أن قواتها البرية الخاصة توغّلت في شمال العراق «لفترة قصيرة» لمطاردة مقاتلي «حزب العمال»، عقب هجمات شنّها أخيراً. وصرح مصدر في الحكومة التركية بأن «قوات الأمن التركية عبرت الحدود العراقية، في إطار حقها في مطاردة إرهابيي حزب العمال الكردستاني الضالعين في الهجمات الأخيرة». وقال إن «هذا إجراء قصير المدى يهدف إلى منع فرار الإرهابيين»، من دون تحديد مدة العملية أو إن كانت ما زالت جارية.
من جهته، وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعدم «ترك البلاد للإرهابيين». وقال في خطاب نقلته محطات التلفزة في أنقرة «لم ولن نترك هذه الأمة لثلاثة أو خمسة إرهابيين»، مشيراً إلى أنه «في هذا البلد، لم تكن مقبرة الشهداء فارغة في أي وقت. ويبدو أنها لن تكون أبداً». وأضاف أردوغان «بإذن الله ستنجح تركيا، التي تجاوزت أزمات كثيرة، في التخلص من الآفة الإرهابية».
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)