إسراف ميشال أوباما: إجازات وملابس وموظفونديما شريف
تكلّف الإقامة في فندق «فيلا باديرنا» في مارابيلا في جنوب إسبانيا 2500 دولار في الليلة الواحدة في موسم السياحة، ما يعني أنّ زوجة الرئيس الأميركي باراك أوباما، ميشال، دفعت 10000 دولار لقضاء عطلتها فيه بداية الشهر الماضي. أربعة أيام فتحت على الرئيس وزوجته أبواب جهنم، إذ لم يبق محلّل أو صحافي من الديموقراطيين والجمهوريين لم يتناول هذه الرحلة وتكلفتها وأثرها على الأميركيين المعدمين الذين يخسرون بيوتهم يومياً.
اضطر المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إلى عقد مؤتمر صحافي ليؤكد أنّ السيدة الأولى دفعت من مالها الخاص تكلفة الرحلة. لكنّ هذا لم يُسكت المنتقدين، إذ يبدو أنّ الخزينة الأميركية تكلّفت مئات الآلاف من الدولارات كي تستطيع ميشال مرافقة صديقتين لها وبناتهن الثلاثة. فعندما تسافر زوجة أي رئيس أميركي داخل

دفعت ميشال أوباما 10000 دولار لقضاء أربعة أيام في فندق في إسبانيا
البلاد أو خارجها، يرافقها حراس شخصيون من «الخدمة السرية» في وزارة الأمن الوطني. ورافقها في رحلتها هذه ثلاث مجموعات للتناوب على حمايتها طيلة اليوم. كذلك سافر مع ميشال ستة من موظفي البيت الأبيض، واثنان من موظفي مكتبها، نائبة رئيس موظفي البيت الأبيض ميليسا وينتر ومساعدتها الشخصية كريستين جارفيز. هؤلاء العشرة أشخاص، إلى جانب مجموعات الحماية الثلاث، سافروا على نفقة الخزينة الأميركية، أي دافعي الضرائب.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ استخدمت ميشال لسفرها، بناءً على طلب وزارة الأمن الوطني، طائرة الرئاسة الثانية (Air Force Two) ما زاد من أكلاف السفر.
وتساءل المعلّقون لماذا لم تقض ميشال عطلتها في أميركا فتفيد الاقتصاد الأميركي هي وصديقاتها، فيما رأى آخرون أنّها تتصرف مثل ملكة فرنسا «ماري أنطوانيت». ولم تهدأ الأمور بعد عودتها إلى أميركا، لأنّها توجهت مباشرة إلى جزيرة «مارثا فينيارد» قبالة سواحل ماساشوستس لتقضي يومين في منزل مستأجر بقيمة 50000 دولار في الأسبوع. وعادت إلى الجزيرة منذ أيام مع زوجها هذه المرة لقضاء عطلة تنتهي آخر آب. وقبل ذلك قضت يومين في فلوريدا. وفي نهاية الصيف ستكون ميشال قد أخذت ثماني إجازات منذ وصول زوجها إلى البيت الأبيض، وهو معدل أكبر بكثير ممّا يناله الناس العاديون. وتساءل البعض من أين تأتي العائلة بالأموال، لأنّ الإجازات الثماني كلّفت أكثر من 800000 دولار، ولا يزيد راتب الرئيس السنوي على نصف هذا المبلغ.
وانتقد آخرون تسخير مصالح الدولة لخدمتها. فقبل سفرها إلى إسبانيا، أزالت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً عن موقعها الإلكتروني موجهاً إلى مواطنيها من أصحاب البشرة الداكنة بالانتباه، لأنّ شكلهم قد يعرّضهم للاعتقال في إسبانيا.
إجازات ميشال أوباما ليست مجال الانتقاد الوحيد لإسرافها في الصرف. فالانتقادات تنهال عليها من كل حدب وصوب بسبب ملابسها التي تختارها من متاجر المصمّمين العالميين، وبسبب التضخّم في عدد موظفيها كما لم يكن مع أي سيدة أولى من قبل. وقبل استقالة ديزيه روجرز وكاميل جونستون، اللتين كانتا تعملان تحت إمرتها، كان لدى السيدة الأولى 12 موظفاً، تكلّف رواتبهم أكثر من مليون دولار في العام، فيما لم يكن لدى لورا بوش أكثر من خمسة موظفين.
الوضع مماثل مع عدد كبير من زوجات السياسيين حول العالم اللواتي لا تتأثر نفقاتهن بالأزمات المالية. فزوجة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير، شيري، أثارت غضباً كبيراً في بريطانيا في 2006 حين نُشرت وثائق وفواتير تبيّن أنّها صرفت في شهر واحد 11000 يورو، من ميزانية حزب العمال، على تصفيف شعرها وزينة وجهها، أي 385 يورو في اليوم. وبررت شيري هذه المصاريف بأنّه كان يجب عليها أن تبدو جميلة ومرتبة في الحملة الانتخابية لتعطي انطباعاً جيداً.
قبل ذلك، شنّ المحافظون حملة على شيري، في عام 2000، بعدما علموا أنّه أصبح لديها مكتب خاص فيه أربعة موظفين في مركز رئاسة الوزراء في «10 داوننينغ ستريت»، إذ خلافاً لما كان الوضع عليه أيام زوجة رئيس الوزراء الأسبق جون مايجور، حينما كانت تعاون

كلّفت إجازات ميشال أوباما منذ وصول زوجها إلى البيت الأبيض 800000 دولار

زوجته نورما موظفة واحدة، بنت شيري لنفسها «إمبراطوريتها الخاصة» كما قال أحد وزراء المحافظين آنذاك آندرو تايري، إذ لم تكن العادة أن يتخطّى عدد موظفي «السيدة الأولى» شخصاً واحداً. وبررت شيري زيادة عدد الموظفين لديها بأنّها تتلقّى عدداً كبيراً من الرسائل يومياً وتريد المساعدة في الرد عليها!
أما ذوق سارة براون، زوجة رئيس الوزراء السابق غوردن براون، في الديكور الداخلي، فكلّف دافعي الضرائب البريطانيين 18300 يورو. ودُفع هذا المبلغ لتأثيث شقة الثنائي في لندن، التي كانا يملكانها قبل أن يصبح براون نائباً ثم رئيساً للوزراء، ويفترض أنّها مؤثثة.
من جهتها، كانت زوجة الرئيس الفرنسي السابق برناديت شيراك تحبّ إقامة المآدب حين كان زوجها رئيساً لبلدية العاصمة باريس. وكلّف هذا الأمر دافعي الضرائب الفرنسيين مبلغ 2.2 مليون يورو بين عامي 1987 و1995، أي بمعدل 752 يورو في اليوم الواحد. ولم تتوقف نفقات برناديت الخاصة بالطعام بعدما أصبحت سيدة أولى سابقة، إذ انتشرت في الأعوام القليلة الماضية أخبار عن النفقات التي تكبّدتها المؤسسة التي تجمع لها التبرعات. فالسيدة الأولى تتطوع مع «مؤسسة مستشفيات باريس ـــــ المستشفيات في فرنسا» وتنظّم احتفالات سنوية لجمع الأموال لها. ولكن يبدو أنّ نفقات برناديت المتعلّقة بالأكل والحفلات بدأت تؤثر على موارد المؤسسة. فصرفت المؤسسة في 2006 على تنقّلات السيدة شيراك وضيوفها والطعام لهم أكثر ممّا جمعته.


كارلا بروني ومصاريفها