صعّدت أنقرة من عملياتها على حزب «العمال الكردستاني»، بعد هجوم الحزب الذي أدى إلى مقتل 31 جندياً تركياً. وضمن «الحرب على الارهاب» التي أعلنتها تركيا قبل أسابيع، نفذ سلاح الجو التركي، غارات عُدّت الأعنف، على مواقع الحزب شمالي العراق.
ونقلت وكالة أنباء «فرات» المقربة من حزب «العمال الكردستاني» بياناً للحزب قال فيه يوم أمس، إن 31 جندياً تركياً قتلوا في هجوم واشتباكات أول من أمس، في منطقة داجيلجا في إقليم هكاري، جنوب شرق البلاد.
واستغلّ الرئيس رجب طيب أردوغان الهجوم للمضي في الحشد ضد «الكردستاني» ولتحقيق المزيد من المكاسب على طريق الانتخابات المبكرة التي جرى تحديدها في الاول من تشرين الثاني المقبل. ودان أردوغان الهجوم، قائلاً في مقابلة مع تلفزيون «الخبر» التركي، ليل أول من أمس، إن قتال حزب «العمال الكردستاني» سيصبح «أكثر عزماً»، مؤكداً أن «ألفين من متمردي الحزب قتلوا منذ استئناف القتال».
وفيما توعد الرئيس التركي «برد استثنائي وحاسم»، أعلن بصورةٍ لافتة، أنه «لو حصل الحزب (العدالة والتنمية) على 400 مقعد في الانتخابات (من أصل 550) وبلغ العدد المطلوب في البرلمان لتغيير الدستور، لكان الوضع مختلفاً»، مؤكداً في الوقت نفسه أن الانتخابات ستجرى في موعدها.
هذه التصريحات عززت شكوك المعارضة التركية التي اتهمت أردوغان بزج البلاد في حرب للانتقام من خسارة حزبه الغالبية المطلقة في البرلمان، وبغرض الذهاب الى انتخابات مبكرة يجيّش بواسطة الحرب الرأي العام لمنحه الغالبية من جديد.
وعبر العديد من معارضي النظام عن غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي، واتهموا أردوغان بـ «التضحية بالشباب من اجل تحقيق طموحاته الرئاسية». أما زعيم حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، كمال كيلتشدار أوغلو، فقد توجه على موقع «تويتر» إلى أردوغان بالقول: «لقد حولت البلاد إلى حمام دم من أجل الحصول على 400 نائب». من جهته، أكد زعيم حزب «الشعوب الديموقراطي»، صلاح الدين ديميرتاش، إن حزبه «لن يرضخ للسياسات الداعية للحرب»، داعياً الأتراك والأكراد إلى «الإصرار على تحقيق السلام والاخوة».
وكان رئيس الحكومة المكلف، أحمد داوود أوغلو، قد قطع زيارته إلى ولاية قونية بسبب الهجوم، عاقداً اجتماعاً امنياً مع مسؤولين من بينهم رئيس هيئة الاركان العامة للجيش الجنرال، خلوصي آكار، ومدير الاستخبارات حقان فيدان.
وبالعودة إلى الهجوم على الجيش التركي والمواجهات التي تبعته، أعلن الجيش التركي أن «أضراراً جسيمة لحقت بعربتين مدرعتين تابعتين له، بعد تفجير مواد ناسفة بدائية الصنع على الطريق»، مضيفاً أنه «نتيجة التفجير سقط شهداء ومصابون من رفاقنا المسلحين الابطال»، من دون تحديد عدد القتلى.
ويمثل هذا الهجوم ذروة الهجمات الدموية منذ تموز التي قال مسؤولون إنها أودت بحياة 70 جندياً على الأقل من أفراد الأجهزة الأمنية ومئات من مقاتلي «العمال الكردستاني».
في المقابل، قالت هيئة الأركان العامة إن طائرتين من طراز أف ـ 16 وطائرتين من طراز أف ـ 14، قصفتا 13 هدفاً لحزب «العمال الكردستاني»، مؤكدةً أن العمليات العسكرية مستمرة «دون هوادة» برغم سوء الأحوال الجوية. واستمرت الغارات الجوية في وقت مبكر من صباح يوم أمس، إذ أسقطت طائرات هليكوبتر قوات خاصة في المنطقة الجبلية وتفقدت الطائرات بلا طيار أهداف «الكردستاني» حتى تقصفها الطائرات الحربية.
(أ ف ب، رويترز)