نيويورك ـ نزار عبودخاص بالموقع - جدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التمسك بتهديده بمحو إسرائيل عن الخريطة، قائلاً إنه يعني بكلامه «محوها عن الخريطة»، وأن بعض اليهود قد يقررون العودة من حيث أتوا، ورفض عملية التسوية الجارية، مؤكداً حق الشعب الفلسطيني وحده في تقرير مصيره على ترابه. وقال الرئيس الإيراني في مؤتمره الصحافي السنوي المعتاد مع مراسلين من مختلف دول العالم عقده في فندق ووريك في نيويورك، أمس، إنه لا يتراجع عن أقواله المتشككة بالرواية الرسمية عن هجمات 11 أيلول 2001، التي انسحب على أثرها عدد من الوفود الغربية من قاعة الجمعية العامة. ووصف من انسحبوا بأنهم لا يحتملون سماع وجهات النظر الأخرى، ولا يتحلّون بروح الحوار الديموقراطي، بينما يسمحون لأنفسهم بتهديد شعب له سبعة آلاف عام من الحضارة. وأعرب عن حزنه على آلاف الضحايا الذين قضوا في نيويورك، مؤكداً أن من حق أهالي الضحايا معرفة حقيقة ما حدث.
وأشاد الرئيس الإيراني بشعب لبنان وبطولاته، محذراً من وجود أعداء كثر يتربصون به؛ لأن «لبنان تصدى للنظام الصهيوني وألحق به هزيمة كبرى قبل أربعة أعوام». وأضاف، رداً على سؤال عن رأيه بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أن «كل صديق للبنان يحرص على أمنه وسيادته»، رافضاً التعليق على المحكمة، قائلاً: «أرفض التدخل في شأن لبناني داخلي، هذا شأن يحدده اللبنانيون أنفسهم».
وبشأن عرض مجموعة الدول الست فتح الحوار مع إيران بخصوص ملفها النووي، قال أحمدي نجاد إن بلاده كانت تجري حواراً مع تلك الدول، وتعاونت مع عضوين في مجلس الأمن الدولي هما البرازيل وتركيا وصدر إعلان طهران في 17 أيار الماضي. وإذا بمجموعة الدول الست تهدد بمزيد من العقوبات وتصدر قراراً جديداً في مجلس الأمن الدولي (1929) وتهين إيران معلنة أنها ستحضر إيران إلى طاولة التفاوض بالإكراه.
ورحّب بمبدأ التفاوض، وقال لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إنها تستطيع ترتيب موعد لاستئناف المحادثات مع مندوب إيران لدى الأمم المتحدة. وكشف أن وزير خارجيته منوشهر متكي أجرى خلال الأسبوع الفائت في نيويورك مباحثات مع نظراء له من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي.
وعمّا إذا كان مستعدّاً لوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة بعد المفاوضات، أجاب: «عندما يتوافر اليورانيوم المخصب بهذه النسبة نراجع موقفنا».
ورفض أحمدي نجاد فكرة المفاوضات المباشرة بين سلطة محمود عباس وحكومة بنيامين نتنياهو، أو عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط، متوقعاً فشل كل المبادرات لأن القضية الفلسطينية لا تحل إلا بحسب رأي ورغبة الشعب الفلسطيني الذي من حقه تقرير مصيره بنفسه، ولا وصاية لأحد عليه.