span class="timestamp2">خاص بالموقع - رأت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أن الباب مفتوح أمام السودان لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، في خطوة ترمي على ما يبدو إلى إقناع الخرطوم بالتعاون في الاستفتاء الذي يجرى العام المقبل، وقد يؤدي الى تقسيم البلاد. وقال مسؤولون أميركيون إن كلينتون قالت لنائب الرئيس السوداني على عثمان طه، بعد اجتماعها به إن الاستفتاء الذي سيجرى في التاسع من كانون الثاني بشأن استقلال جنوب السودان قد يكون فرصة أمام حكومة الشمال في الخرطوم، التي يتهمها المنتقدون بالتسويف قبل إجراء الاستفتاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، للصحافيين بعد الاجتماع أمس «نعلم أن كل يوم مهم، ولدينا توقعات أن يتخذ الشمال والجنوب خطوات محددة من أجل التعاون».

وأضاف كراولي «أوضحت الوزيرة أن الباب أمام تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة سيكون مفتوحاً، وأن ذلك يتوقف على تعاون الخرطوم».

وقال كراولي إن كلينتون ضغطت على طه لدعم اللجنة الانتخابية وتحضير بطاقات الاقتراع وتسجيل الناخبين، وجميعها خطوات ضرورية لإجراء الاستفتاء.

ولفت المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إلى أن «نائب الرئيس طه كان مباشراً جداً»، متحدثاً عن أن «ثمة بعض الأمور التي يريد السودان أن يحظى بها في علاقاته المستقبلية مع الولايات المتحدة». وأضاف «أعتقد أن هناك فهماً جيداً للغاية للفرص، وأيضاً للعواقب وأهمية إبداء الخرطوم التزامها».

وفي إطار سياسة الجزرة التي تنتهجها واشنطن تجاه الخرطوم التي تخضع لعقوبات دولية منذ منتصف التسعينيات، قال كراولي «أعتقد أن تركيزنا الآن هو أن نبيّن للخرطوم أنه إذا عملتم بشكل بنّاء في الفترة السابقة على الاستفتاء فستكون هناك فرص واضحة متاحة لكم».

وتأتي الاجتماعات الأميركية السودانية في وقتٍ اختار فيه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، رئيس تنزانيا السابق بنيامين مكابا ليرأس لجنة مراقبة الاستفتاء في الجنوب وفي منطقة أبيي الغنية بالنفط المتنازع عليها.

وستقوم اللجنة بزيارات دورية إلى السودان وستلتقي جميع الأطراف المعنية. وهي ستطلّع على كل العملية الجارية من أجل تنظيم هذين الاستفتاءين وسترفع تقريراً إلى الأمين العام.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن «اللجنة ستعمل مباشرة من أجل تعزيز الثقة بهذه العملية من خلال تشجيع الأطراف والسلطات المعنيّة على حل جميع المشاكل والخلافات التي يمكن أن تقع».

ويُخشى أن يؤدي أي تأخير أو نتيجة مشوّشة للتصويت إلى تجدد الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، وتعرض المنطقة المحيطة لعواقب وخيمة.

وعبّر قادة العالم عن قلق متزايد إزاء احتمال أن يؤدي التأخر في التحضير للاستفتاء المقرر في السودان إلى إعلان انفصال الجنوب من جانب واحد، مع ما قد يترتب على ذلك من انعكاسات في واحدة من المناطق الأكثر اضطراباً في العالم.

والمخاوف من إعلان انفصال أحادي الجانب في جنوب السودان الغني بالنفط في حال استمرار التأخر بتحضير الاستفتاء، أثيرت على نحو واسع على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع، حيث سيعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة آخرون اجتماعاً خاصاً بشأن السودان الجمعة.

وقال سفير في الأمم المتحدة رفض الكشف عن اسمه، «لقد خرجت من آخر اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع (في السودان)، وأنا أشعر بالقلق الشديد مما سيحصل».

(أ ف ب، رويترز)