Strong>الركن الأساسي في الاستراتيجية الأميركية على مرّ العقود قام على حماية أمن إسرائيل وضمان تفوّقها العسكري، ومهما كبر حجم صفقات الأسلحة لدول المنطقة، يستحيل نسف هذا المبدأ تعمل الولايات المتحدة دوماً في أي صفقة سلاح مع دول المنطقة على ضمان التفوق العسكري لإسرائيل، لذلك تعهدت لحليفتها بأن الصفقة مع السعودية، الأكبر في تاريخ المملكة بقيمة 60 مليار دولار، لن تخل بهذا التفوق، الذي يشمل القوة النووية أيضاً عبر منع إخضاعها للشرعية الدولية.
وقال المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن، يوناتان بيلد، إن الدولة العبرية حصلت على تعهد أميركي بالحفاظ على تفوّقها العسكري بعد إبرام صفقة الأسلحة الأميركية ـــــ السعودية، مضيفاً «نجري اتصالات عن قرب مع الإدارة الأميركية حول صفقات أسلحة أخرى في الشرق الأوسط ونحن في حوار جيد ووثيق معهم».
وتحدث بيلد عن صفقة الأسلحة الأميركية ـــــ السعودية، قائلاً إن «هذه صفقة يمتد تنفيذها على مدار عشرة أعوام وجزء من الصفقة يتعلق بتحسين طائرات (مقاتلة) موجودة (بأيدي السعودية)». وأضاف «نحن بالطبع لا نحتفل بهذه الصفقة لكن هذا جزء من التفاهمات بيننا وبين الأميركيين وسنستمر في المداولات مع الإدارة الأميركية بهذا الخصوص».
وأشار المحلل العسكري في «هآرتس»، عاموس هارئيل، إلى أن ما يقلق إسرائيل هو احتمال تزود السعودية بطائرات مقاتلة متطورة ورادارات قادرة على رصد طائرات من مسافات بعيدة ومنظومات مضادة للطيران طويلة المدى. وأضاف أن قلقاً آخر يساور إسرائيل هو أن يقوم طيّار سعودي بصورة فردية بتنفيذ هجوم انتحاري بتشجيع من الدعاية التي يروّج لها تنظيم «القاعدة».
ولا تراعي واشنطن مبدأ التفوق العسكري للكيان الصهيوني في المنطقة فحسب، وإنما تريد إزاحة أي ضغط عنها لجهة قوتها النووية العسكرية السرّية، فقد دعا المبعوث الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، غلين ديفيز، الدول العربية إلى سحب مشروع قرار يطالب إسرائيل بالتوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
ورأى ديفيز أن طرح مشروع القرار ربما يكون له تأثير على استئناف محادثات السلام التي ترعاها بلاده بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال «نحتاج لإعطاء دفعة إيجابية لا سلبية لعملية السلام الأوسع نطاقاً».
وجدّد السفير الأميركي تهديده بعرقلة مؤتمر في 2012 اقترحته مصر حول إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي، وقال «من أجل نجاح مؤتمر 2012 يجب أن تحضره جميع الدول. في الوقت الحالي هناك دولة لديها حافز ضئيل جداً لذلك بسبب الطريقة التي تتحول بها إلى دولة منبوذة». وأضاف «نعمل مع الجامعة العربية وأيضاً مع شركاء آخرين لحثهم على سحب القرار الخاص بقدرات إسرائيل النووية».
وتسعى دول عربية، تساندها إيران، إلى استثمار نصر حققته خلال اجتماع لمجلس الوكالة العام الماضي، عندما حصلت بصعوبة على تأييد لقرار غير ملزم يطالب الدولة العبرية بالانضمام إلى المعاهدة.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)