موسكو ــ حبيب فوعانيخاص بالموقع - ينبئ حصاد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى موسكو بتحوّل جدي في العلاقات بين موسكو وتل أبيب يبدو أنّه لن يكون في مصلحة العلاقات العربية ــ الروسية. فلأول مرة يقوم وزير دفاع إسرائيلي بزيارة رسمية للعاصمة الروسية (باراك زار موسكو في آب من عام 1999 عندما كان رئيساً للوزراء). ولأول مرة في تاريخ العلاقات بين روسيا وإسرائيل يوقع وزيرا دفاع البلدين اتفاقية تعاون عسكري ستكون إطاراً «لإعداد وتوقيع عقود في مجال التعاون العسكري التقني».
وإذا كان بنيامين نتنياهو أكد خلال رئاسته للحكومة الإسرائيلية في الفترة من عام 1996 إلى عام 1999 أنّ «ما يريده من موسكو يمكنه الحصول عليه في واشنطن، وأنّه لا داعي لهدر الوقت على روسيا» حسب المصادر الإسرائيلية، فإنّ زيارة باراك قد جرى الآن تنسيقها مع نتنياهو، ما يعني توجهاًَ إسرائيلياً جديداً للاهتمام الجدي بالعلاقات مع روسيا.
ومن اللافت أنّ باراك اعترف بأهمية الحدث، وتساءل في بداية مباحثاته مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين «من كان يظن قبل 20 عاماً أنّ إسرائيل وروسيا ستوقعان معاهدة عسكرية؟!». وأعرب باراك عن سعادته لتقاسم الخبرات حول كيفية «جعل الجيش (الروسي) ذكياً وفعالاً»!
وهذا التعاون ضروري لإسرائيل كما ذكر المحلل الإسرائيلي بيني بريسكين لصحيفة «كوميرسانت» الروسية، لا «في مغزاه العسكري، بقدر ما هو في مغزاه السياسي، الذي يتطلب تنسيقاً معلوماً في مجال تجارة الأسلحة».
ويرى الخبراء أنّ الجانب الإسرائيلي، باستدراج موسكو إلى مشروعات البيزنس المشتركة في مجال التعاون العسكري التقني، يستطيع جزئياً تحويل وجهة صادرات الأسلحة الروسية.
وتعوّل تل أبيب حسب الموقع الإلكتروني الإسرائيلي Izrus على التعاون مع موسكو في مجال تحديث الأسلحة الروسية والسوفياتية لدول ثالثة «لتعويض روسيا عن خسائرها من تقييد التعاون مع خصوم إسرائيل في الشرق الأوسط».
ويتلاءم التعاون الإسرائيلي الروسي مع توجهات وزير الدفاع الروسي المدني أناتولي سيرديوكوف، الآتي من عالم التجارة والأعمال. فهو يريد تحديث الجيش الروسي عن طريق شراء أسلحة من الخارج لا بواسطة صناعتها في روسيا كما يصر عسكريو وزارة الدفاع.
ويقول الجنرال ليونيد إيفاشوف إنّ الأسلحة المستوردة من إسرائيل ودول الناتو ستشكل 30% من أسلحة الجيش الروسي في الأعوام القليلة المقبلة.
وعلى الرغم من تخوف الرئيس السابق لمكتب التواصل مع يهود رابطة الدول المستقلة ودول البلطيق «ناتيف» ياكوف كاديم من أن تبقى الاتفاقية حبراً على ورق، فإنّ الجانب الإسرائيلي حقق نصراً واضحاً بإقامة علاقات مباشرة مع وزارة الدفاع الروسية آخر «معقل لدعم العرب» في موسكو باعتراف الإسرائيليين أنفسهم.