خاص بالموقع- كان لزيارة قائد وحدة رجال الدين في شرطة نيويورك، بريان رايلي، للقدس طابع خاص هذا العام، لأن يهوداً ومسلمين من زملائه انضموا إليه.
وفي الرحلة نفسها، اصطحب الضابط اليمني المولد، أحمد ناصر، المسيحيين واليهود إلى مسجد في حيفا تزينه آية من القرآن الكريم عن مريم العذراء، وأراهم نجمة داوود في مسجد محمد علي في القاهرة.

وأجرى لورانس وين حديثاً مع رجل شرطة فلسطيني في بيت لحم دعا مجموعة من اليهود والمسلمين والمسيحيين تزور القدس إلى منزله لاحتساء الشاي والحديث عن أوجه التشابه بين وظيفتهم على مستوى العالم.

ورايلي وناصر ووين ضباط في دائرة شرطة نيويورك ذهبوا في أول زيارة للأرض المقدسة هذا العام، ويأملون أن تكون هناك زيارات سنوية من هذا النوع حتى يتعرّفوا إلى الديانات المختلفة التي يعتنقونها ويتعرّف بعضهم إلى بعض بصورة أفضل.

وامتدت الرحلة من 20 أيار إلى الثالث من حزيران. وكانت المجموعة من 47 ضابطاً من دائرة شرطة نيويورك وأقاربهم وثلاثة رهبان فرنسيسكان، وزاروا خلالها إسرائيل والأراضي الفلسطينية ومصر.

ويقوم ضباط يهود ومسيحيون بزيارات للأرض المقدسة معاً منذ عام 2005 على حسابهم الخاص. وفي العام الحالي كانت المرة الأولى التي ينضم فيها زملاؤهم المسلمون للزيارة.

وقال الضابط رايلي وهو جالس في مكتبه في «لوير ايست سايد» إن جولة حوار الديانات تلهمه في كل مرة يقوم بها.

وأضاف رايلي الذي رأس سابقاً جمعية الاسم المقدس للضباط الكاثوليك، في كنيسة القيامة بالقدس، «نظرت حولي ورأيت المسلمين واليهود. كان تقاسم هذا شعوراً رائعاً».

في المقابل، كانت هذه المرة الأولى التي يزور فيها ناصر إسرائيل. ورأى أن «رؤية الأرض المقدسة تجربة رائعة» على الرغم من أن قوات الأمن الإسرائيلية استجوبته هو وضابطين من أصل فلسطيني لمدة ساعتين عند وصولهم.

وزارت المجموعة خلال الجولة القدس وتل أبيب وحيفا وبيت لحم والقاهرة والإسكندرية. وفضلاً عن الكنائس في القدس، زاروا حائط المبكى وشاهدوا قبة الصخرة والمسجد الأقصى.

وبدأ رايلي جولة حوار الديانات عام 2005 حين انضم إلى رحلة إلى إسرائيل نظمتها جمعية «شومريم»، وهي جماعة للضباط اليهود بدائرة شرطة نيويورك، ثم أقنع زملاءه من الضباط الكاثوليك بالانضمام إلى الجولة في الأعوام التالية.

وقال «قررت أن هذا مكان أريد مشاركة الآخرين فيه». وشملت جولة عام 2006 اسرائيل واليونان وايطاليا، وفي العام التالي زارت المجموعة اسرائيل وبولندا وزيارة معسكر «اوشفيتز» النازي.

وقال رايلي إن دائرة شرطة نيويورك كانت دوماً تعلّم ضباطها احترام الديانات الكثيرة بالمدينة، لكن الجولة أعطتها بعداً إضافياً. وأضاف «الاحترام وفهم ثقافة ما شيئان مختلفان».

ومضى رايلي الذي ينحدر من خلفية كاثوليكية ايرلندية يقول إن هناك تفاصيل عن صوم رمضان أو الشعائر اليهودية لم يعرف بها إلا من خلال عمله. وأضاف «أشعر الآن بانسجام ديني. ومعنى الشعور بالانسجام الديني هو أن تكون جزءاً من المجتمع، لأنه بالنسبة إلى كثير من الناس يملي عليهم دينهم كيف يعيشون». وهو يرى أن مجرد زيارته للشرق الأوسط يمكن أن تفيد عمله اليومي.

وقال «ما أودّ أن أفعله هو أن أخبر الناس أين كنت. هذا يذيب الجليد. يبعث ثقة فورية».

وخلص إلى القول «اذا تحدثت إلى مسلم وقلت له إنني زرت مصر يسألني قائلاً حقاً؟ إذا تحدثت الى أحد من المجتمع اليهودي وقلت إنني زرت اسرائيل ورأيت هذا وذاك، يصنع هذا رابطة».

(رويترز)