خاص بالموقع- يقود أئمة ضواحي دكار حركة مطالب اجتماعية، من بينها سعر الكهرباء والحد من انقطاع التيار ومواجهة آثار الفيضانات، في سابقة نددت بها السلطات باعتبارها من فعل المشائخ «المنتمين للمعارضة». وأوضح الناطق باسم تجمع الأئمة في غيديواي ضاحية دكار، الإمام يوسفا سار، أن الأئمة تولوا «القيادة بوصفنا قيادات دينية للقيام بدور في الاهتمام بمشاكل الناس»، لافتاً إلى أن «البعض يعتبروننا معارضين».
وأوضح سار أن «حركتنا ليست دينية بل حركة مواطنة. إنها إطار يتمثل فيه مسيحيون وإحيائيون».

وأضاف «نحن نقوم بدور المراقبة والتحذير مثل أي سلطة مضادة لكننا لا نتحرك خارج الإطار القانوني والنظامي».

ويلجأ الأئمة إلى أساليب عدة للتعبئة، من بينها الخطب والمواعظ وزيارة المنازل والاجتماعات العامة والمسيرات.

وقد دعوا أخيراً السكان إلى الامتناع عن دفع فواتير الكهرباء إذا استمرت ظاهرة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.

وعلقت المؤرخة في جامعة الشيخ انتا ديوب في دكار، بيندا مبو، على الأحداث، قائلةً «إنها قطيعة (مع الماضي). تولي الأئمة قيادة تحركات مواطنين، الأمر الذي كان في السابق من شأن المثقفين».

في المقابل، أكدت مبو أن البلاد تشهد «تراجع الكوادر التقليدية وسقوطها مثل شيوخ الطرق» الصوفية الذين يتمتعون بتأييد شعبي واسع، معتبرةً أن تحرك الأئمة في الآونة الأخيرة جاء «انتقاداً لهؤلاء الشيوخ الذين لم يعودوا يدافعون عن السكان».

ورأى المسؤول في جمعية أئمة وعلماء السنغال، الحاج مصطفى غيوي، أن «الإمام يجب ألا يقوم بدور نقابي أو سياسي. هذا غير ممكن».

ورداً على سؤال عن المسيرات التي نظمت احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي، قال غيوي المنتمي إلى منظمة قريبة من السلطة «إذا أراد الأئمة التعبير عن موقفهم فعليهم أن يفعلوا ذلك عن طريق الخطب».

وأضاف «على الأئمة عدم المشاركة في مسيرة لأنه إذا ألقت الشرطة قنبلة مسيلة للدموع فستُتّهم بتحقير الإسلام» من خلال الإساءة للإمام.

من جهته، اعتبر وزير الشؤون الدينية، مامادو بامبا ندياي، أن «معظم الناس الذين يقولون إنهم يدافعون عن الإسلام، ينتمون إلى أحزاب معارضة».

وأضاف المسؤول في الحزب الديموقراطي السنغالي الحاكم «إنه عمل سياسي يعتمد على مقاربة مختلفة ليمرر موقفه».

(أ ف ب)