بعدما لخّص الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، في الحلقة الأولى من أول تحقيق صحافي أجري معه منذ تعافيه، الأحداث التي تعرّض لها أثناء مرضه بالقول «كنت ميتاً وانبعثت حياً». تحمّل «الكوماندانتي» مسؤولية الموجة المعادية للمثلية الجنسيّة التي سادت الجزيرة الثورية قبل نصف قرن، والتي همّشت الأقليات الجنسية، وقادتها إلى معسكرات للعمل بعدما جرى اعتبارها معادية للثورة.واعترف كاسترو، في الحوار مع مديرة صحيفة «لا خورنادا» المكسيكية اليسارية كارمين ليرا سعادة، بالمسؤولية قائلاً «بلى، كانت لحظات ظلم كبير... صحيح أن الظروف كانت صعبة جداً وأنا أحاول الفرار من السي آي إيه... ولكن أتحمل مسؤوليتي، ولن أجيّرها إلى غيري».
وتحدث كاسترو عن الوعكات التي عاناها قبل أزمته الصحية. ونفى أن يكون قد طالب باعتبار مرضه «سر دولة»، قائلاً «قبل أن أسلم نفسي للأطباء، قمت بما كان يجب عليّ: تسليم السلطة».
واعترف بأنه تعرض لضغوط نفسية بقوله «عشت الجلجلة وفقدت رغبة الحياة وأقل حتى من ذلك». وتحدث عن خسارته الكثير من وزنه بعدما وصل إلى 66 كيلوغراماً قبل أن يعود اليوم إلى 86. ولفت إلى أنه لا يزال يعاني صعوبات في رجليه، موضحاً أنه تمكن من القيام بـ «600 خطوة دون عكّاز ودون مساعدة». وتحدث كيف كان عليه أن يعود إلى تعلّم «المشي والكتابة».
وعندما سألته سعادة كيف وجد العالم بعد «قيامته»، أجاب كاسترو «وجدته مليئاً بالجنون، ولا أحد يفهم ماذا يحدث»، قبل أن يضيف ضاحكاً «لكنني لا أريد أن أضيّع ولو لحظة منه».
وتوقّف كاسترو عند تطور التكنولوجيا، وأهمية الإنترنت والسلطات المضادة في عالم الإعلام، مثل موقع «ويكيليكس»، ونسب بطء الإنترنت في الجزيرة إلى رفض الولايات المتحدة ربطها بالكابل البحري، متوقعاً تحسناً قريباً مع الوصل بالكابل الفنزويلي.
ويعود كاسترو إلى ما يعدّ همه الأول منذ تعافيه ـــــ والبعض يقول هوسه أو حتى هذيانه ـــــ ألا وهو خطر مواجهة نووية بين الولايات المتحدة وإيران، قائلاً «الإيرانيون لن يتراجعوا وكذلك الأميركيون»، ويضيف «هذه المأساة قد تحصل بدءاً من الثامن من أيلول» (تاريخ بدء تفتيش السفن الإيرانية).
وأوضح كاسترو «لا أريد أن أكون غائباً والعالم يمر بأهم وأخطر حقبة، وأنا معني بما سيحدث وعلي مهمات يجب القيام بها».
(الأخبار)