strong>استُهدفت الشرطة التركية، أمس، بتفجير انتحاري وقع ضحيته 32 جريحاً. لم تعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن ضرب القلب السياحي لإسطنبول، بينما الأطراف المتهمة بالوقوف خلف الهجوم ثلاثة
صُدمَت تركيا، أمس، بتفجير انتحاري استهدف رمزها، أي وسط مدينة إسطنبول، تحديداً ساحة «تقسيم» التي تُعدّ النبض السياحي الأهم في الجانب الأوروبي للمدينة. تفجير اقتصرت خسائره على الإصابات حتى مساء أمس، وكان واضحاً أنه لم يكن يهدف إلى إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى المدنيين، بما أنّ الانتحاري حاول الدخول إلى حافلة للشرطة، وعندما فشل، فجّر نفسه بالقرب من تجمّع لها، ما جعل نحو 15 من الجرحى الـ32 من العناصر الأمنيين.
ويمكن القول إن تركيا نجت من مجزرة كبيرة نظراً إلى ما يُعرَف عن هذه الساحة الواسعة، التي يقصدها عشرات آلاف الأشخاص يومياً، وكذلك لكون الشوارع المؤدية إليها من أبرز معالم المدينة، بينها شارع الاستقلال.
وفيما جزم قائد شرطة إسطنبول، حسين شبكين، بأن التفجير كان انتحارياً، وبأن 2 على الأقل من الضحايا جروحهم خطيرة، أوضح وزير الداخلية، بشير أتالاي، من الصين، أنّ حكومته لديها خيوط عن الجناة، لكنها لن تفصح عنها قبل التأكد من هوية المتهم. يُذكَر أنّ المنطقة المستهدفة في «تقسيم» كانت معدّة لاستقبال احتفالات عسكرية ضخمة يوم الجمعة الماضي لمناسبة ذكرى تأسيس الجمهورية التركية، لكن المناسبة أُلغيَت بسبب هطول الأمطار الغزيرة.
والمشتبه في وقوفهم خلف التفجير الانتحاري، عدة أطراف؛ أولاً حزب العمال الكردستاني الذي انتهت هدنته المعلنة منذ آب الماضي، يوم أمس. لكن الشك في الأكراد يشوبه واقع أن حزب عبد الله أوجلان أعلن قبل يومين أنه يسعى إلى تمديد هدنته، وأن المدنيين باتوا خارج دائرة استهدافاته. ثانياً التنظيمات الإسلامية التي تدور في فلك «القاعدة» التي تعتمد العمليات الانتحارية اعتماداً واسع النطاق، وهنا تعود إلى الذاكرة تفجيرات إسطنبول عام 2003. أما الطرف الثالث الذي تحوم حوله الشبهات، فهو أحزاب أقصى اليسار، المعروفة بنضالها المسلّح.
علماً أنّه في الأشهر الأخيرة، وقع تفجيران انتحاريان قرب «تقسيم»، الأوّل أوقع 13 جريحاً، والثاني قُتل فيه ضابطا شرطة.
وحتى مساء أمس، لم يتبنَّ أي طرف مسؤولية التفجيرات. وسارع رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، إلى التعليق على التفجير خلال زيارته إلى مدينة ماردين، في جنوب شرق البلاد. وقال «أريد أن أجزم مجدداً بأنّنا لن نسمح لأحد بأن يهز استقرار تركيا وسلامها. مثل هذه الهجمات لن تدفع بنا إلى التراجع عن مهماتنا في الوحدة الوطنية والتنمية». وأشار رئيس الحكومة إلى أن «وحدتنا وتضامننا سيبقيان الجواب لهؤلاء الذين يحاولون ضرب التطور في تركيا. سنواصل العمل على تنمية جميع المناطق. سنبني المدارس والمستشفيات وكل ما من أوتينا من قوة لتحسين نوعية الحياة في القرى».
(الأخبار، أ ب)