كل شيء يشير إلى أن امرأة، هي ديلما روسيف، ستخلف غداً الرئيس البرازيلي الأكثر شعبية لويس لولا دا سيلفا؛ كي تسجل سابقة أخرى في أكبر ديموقراطية أميركية لاتينية
بول الأشقر
يتوجه الناخبون البرازيليون، وعددهم 135 مليوناً، غداً، إلى صناديق الاقتراع الإلكترونية لاختيار خلف للرئيس البرازيلي الحالي لويس إيغناسيو لولا دا سيلفا. وقد دلت مختلف استطلاعات الرأي الصادرة عن 4 مؤسسات منذ الدورة الأولى على أن الفارق مستقر بين مرشحة الموالاة، ديلما روسيف، ومرشح المعارضة، جوزيه سيرا، وهو يتأرجح بين 12 و14 نقطة مئوية لمصلحة الأولى. وانتهت الحملة مساء أمس بانعقاد المناظرة الأخيرة التي تنظمها شبكة «غلوبو»، أكبر شبكة تلفزيون في البرازيل، وكذلك ببث آخر دعايات المرشحين. وبموازاة الانتخابات الرئاسية، تجري أيضاً الدورة الثانية لانتخابات الحكام في 9 ولايات من الوسط الغربي والشمال والشمال الشرقي.
سيرا حيّد لولا وركز هجماته على «الدمية صنيعة معلمها»
وقد تميزت الحملة الرئاسية بمستوى عال من العدوانية، بحيث لجأت الحملتان إلى كل الوسائل، ومنها الشتائم والكذب، وكادت تعكرها حوادث عنفية. وهذا الطابع، غير المستحسن عند الرأي العام البرازيلي، إضافة إلى عطلة نهاية الأسبوع التي تمتد حتى صباح الأربعاء، وإلى خيار «الحياد» الذي تعتمده شريحة كبيرة من ناخبي مرشحة الخضر، مارينا سيلفا، كلها عناصر قد تؤدي إلى ارتفاع عدد المقاطعين، الذين يلغون صوتهم أو يصوتون بورقة بيضاء، لأن الانتخاب إجباري في أكبر ديموقراطية أميركية لاتينية.
وسمح هذا الاستقرار النسبي لموازين القوى بأن يغادر الرئيس البرازيلي الحملة، وهو من يملك دوراً مميزاً في الدعاية البصرية والسمعية، ليتوجه إلى الأرجنتين ويقدم تعازيه للرئيسة كريستينا كيرشنير بعد الوفاة المفاجئة لزوجها نستور كيرشنر.
ولم تطرأ تغييرات مفاجئة في حملة الأسابيع الأخيرة، وواصلت حملة ديلما الدفع في اتجاه المقارنة بين إنجازات حكم لولا وإنجازات سلفه، فيما حيّد جوزيه سيرا الرئيس لولا، الذي يتمتع بشعبية صارت تفوق 80 في المئة، ليركز هجماته على من عدّها «دمية صنيعة معلمها».
وتضاءل في الأيام الأخيرة عدد الحائرين، متقلصاً إلى 4 في المئة، فيما رأى نحو 90 في المئة من الناخبين أن قرارهم أصبح نهائياً. ويتصدر سيرا المنافسة فقط في الجنوب، إحدى المناطق الإدارية الأربع، فيما الغلبة لديلما بفارق ضئيل في الجنوب الشرقي، حيث أكبر كثافة سكانية، وفي منطقة الوسط الغربي والشمال، لتحقق فوزاً كاسحاً، بأكثر من 30 نقطة مئوية، في المنطقة الشمالية الشرقية، ثاني أكبر كثافة سكانية. وتتقدم ديلما بفارق كبير بين الناخبين، بفارق ضئيل بين الناخبات.
ويجري حفل تسلم الرئيس الأربعين منذ قيام الجمهورية، والخامس منذ عودة الاقتراع المباشر عام 1989، في الثالث من كانون الثاني المقبل.