خاص بالموقع - قال مسؤولون استخباريّون وعسكريون أميركيون إنّ العملية العسكرية المكثفة لإطاحة «طالبان» فشلت حتى الآن في إلحاق أي شيء بالحركة أكثر من مجرد انتكاسات وفرض ضغط معين على قاعدتها للسعي وراء السلام.ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن المسؤولين قولهم، بعد الاطلاع على تقويمات الحرب في أفغانستان، إنّ الضربات الجوية المتزايدة والعمليات الخاصة أعاقت تحركات «طالبان»، ودمرت خلايا محلية لها، لكنّ المتمردين تأقلموا مع تلقي الصفعات، ويبدون واثقين بأنّهم قادرون على الصمود في وجه التزايد العسكري الأميركي منذ بداية تموز المقبل.
وقال مسؤول من وزارة الدفاع الأميركية «يبدو أنّ حركة التمرد تحافظ على مرونتها». وأضاف انّ عناصر طالبان أظهروا قدرة على «التجدد» خلال أيام من تعرض القوات الأميركية لهم.
وقال مسؤولون استخباريون إنّه رغم النجاحات التكتيكية الأميركية، فإنّ ثمة مؤشرات بسيطة جداً بشأن تغير وجهة الحرب، وأشاروا إلى انّه غالباً ما يُستبدل قادة طالبان الذين اعتقلوا أو قتلوا خلال أيام.
وأضاف المسؤولون إنّ قادة طالبان اعتمدوا سياسة تعكس تركيزهم على نية الرئيس الأميركي باراك أوباما بدء سحب القوات في منتصف السنة المقبلة. وأكدوا أنّ زعماء طالبان يتناقلون عبارة «النهاية باتت قريبة».
وأشار المسؤولون إلى أنّ الفرعين الرئيسيين لحركة التمرد، أي «طالبان» و«شبكة حقاني»، تمكّنا من تحمل العملية العسكرية الأميركية، لأنّهما قادران على الوصول إلى الملاذات الآمنة في باكستان، لذا رجحوا أنّ سيطرة الجيش الباكستاني على هذه الأماكن كانت ستترك تأثيراً أكبر على الحرب من أي خيار آخر.
إلا أنّهم رأوا أنّه نظراً لعلاقات الحكومة الباكستانية الطويلة مع شبكة حقاني وطالبان، فإنّ إقدام إسلام آباد على أي خطوة ضد هذه المجموعات ليس مرجحاً، أقله على جدول الإدارة الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين أنّ جهود الجيش والـ«سي آي إي» المشتركة خضت شبكات المتمردين، ودفعت كبار القادة إلى التنقل بوتيرة أكبر والانشغال بالأمن، لكن تأثيرها على قادة طالبان في المراكز العليا محدود.
وقال مسؤول من وزارة الدفاع إنّه «بالنسبة إلى القيادة العليا لم يتغير الكثير، ولا يزالون يضعون إرشاداً استراتيجياً» للعمليات ضد قوات التحالف في أفغانستان.
فيما قال مسؤول استخباري إنّ «تكتيكات العدو تغيرت لتشمل التخويف والاغتيال»، مشيراً إلى أنّ قرابة 100 ممثل للحكومة الأفغانية في قندهار وحولها يستهدفون بغية اغتيالهم على يد طالبان.
ورأى المسؤولون الاستخباريون أنّه صحيح أنّ طالبان طلبت من قادة فيها المشاركة في مناقشات مع حكومة الرئيس الأفغاني حامد قرضاي، إلا أنّه يبدو أنّ موفديها يشاركون بدافع الحشرية، وهم مقتنعون بأنّ موقفهم هو الذي سيُعتمد.

(يو بي آي)