واشنطن ــ محمد سعيدنفى وزير الشؤون الاقتصادية والمالية الإيراني، شمس الدين حسيني، أن يكون للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها على إيران أي تأثير قوي، مؤكداً أن لبلاده كثيراً من الأصدقاء، وهو الأمر الذي يساعد على مواجهة «العقوبات غير العادلة».
وقال حسيني، في مقابلة على هامش اجتماعات الخريف للصندوق والبنك الدوليين في واشنطن الأسبوع الماضي، إن بلاده قادرة على مواجهة العقوبات «بالاعتماد على ما يتمتع به شعبنا من قدرات تجديد وإبداع»، مضيفاً أن «الإيرانيين اليوم يعلمون أن مستقبل أبنائهم ومستقبل الجيل المقبل يعتمدان على حصولهم على المعرفة المتقدّمة، في مجالات كعلوم الفضاء، والتقنيات الدقيقة، والطاقة الذرية السلمية، وأمور أخرى. لذا، لن نتخلى عن ذلك أو نبادله بأي شيء كان».
وأوضح حسيني أن العقوبات لم تنل من الوضع الاقتصادي في إيران، مشيراً في هذا المجال إلى أن «سوق الأسهم في إيران لا ينهار، في الوقت الذي تنحدر فيه قيمة البورصات وأسواق الأسهم وتخسر في الدول التي تحاول فرض العقوبات على إيران». وقال «في النصف الأول من السنة الحالية، ارتفع معدل سوق الأسهم ارتفاعاً كبيراً. ومثال آخر على ذلك، هو أنه إذا كانت هناك عقوبات، وكانت عقوبات مؤثرة، فسيظهر ذلك في التجارة مع العالم الخارجي، وقد ازدادت صادراتنا غير النفطية بنسبة 24 في المئة، فيما ازدادت وارداتنا بنسبة 24 في المئة في النصف الأول من السنة، مقارنة بما كانت عليه في العام الماضي. فمهما كانت الإشارات والدلائل، فإنها تسير بتحسن».
وأشار حسيني إلى اهتمام العديد من الدول بأن يكون لها علاقات تجارية مع إيران. وقال «إن هذا أمر لا يمكننا تجاهله. فبلد مثل تركيا على سبيل المثال، تحاول تنمية علاقاتها التجارية مع إيران». وأضاف أن العقوبات التي تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى فرضها على إيران «تضع ضغوطاً على الناس العاديين. إنهم يضغطون على الأفراد العاديين. وكما ترى الآن، فإن الناس يقومون بأعمالهم في المجالات المختلفة، في جميع طبقات المجتمع ومستوياته المختلفة. رجال الأعمال والتجارة لهم شركاؤهم في الدول المختلفة في أنحاء العالم بما فيها الدول التي تحاول فرض العقوبات علينا، وكذلك فإن شركاء الإيرانيين في تلك الدول التي تفرض علينا العقوبات يتعرضون لضغوط هم وجيراننا ودول المنطقة، ولا مشاكل لدينا معهم. بل نعتقد أنهم هم الواقعون تحت الضغوط، ونحن نتفهم موقفهم. ونحن نعتقد أن المشكلة ليست في جيراننا ولا في دول المنطقة».


رأى وزير الشؤون الاقتصادية والمالية الإيراني، شمس الدين حسيني، أن الدول التي تحاول فرض العقوبات على بلاده تعتمد على النفط الذي تنتجه بلدان كإيران. وتساءل «إيران تصدّر أكثر من 2.5 مليون برميل يومياً، فكيف يمكن أن تدار اقتصادات الدول الأخرى من دون النفط الإيراني؟ إن ذلك مستحيل قطعاً». وأضاف أن الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» ملتزمة بحصص إنتاجها «ولا يمكن أحداً تجاوزها».