بدأت حملة الدورة الثانية للانتخابات البرازيلية. وبدا من المناظرة الأولى أنّ المواجهة ستكون قاسية والنتيجة غير محسومة والفارق بين المرشحين سيكون ضيقاً
بول الأشقر
جرت أول من أمس المناظرة الأولى بين المرشحين ديلما روسيف الموالية وجوزي سيرا المعارض للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية البرازيلية المنوي عقدها في آخر يوم من الشهر الجاري. وبعكس مناظرات الدورة الأولى التي جرت بين مرشحين عدّة، ما سمح للمرشحين الأساسيين بالهروب من بعضهما، أتت هذه المناظرة لتكون مواجهة مباشرة وقاسية بين الخصمين. فلجأ كل واحد منهما إلى سائر أنواع الأسلحة التي كانت بحوزته.
ودل أول استطلاع رأي للدورة الثانية، وقد جرى قبل انعقاد المناظرة، على أنّ روسيف متقدمة بـ48 في المئة من الأصوات على سيرا الذي حصل على 41 في المئة من الأصوات، فيما امتنع 11 في المئة من الناخبين عن إعطاء رأيهم. وهذا يعني أنّه لو جرت الانتخابات يوم الاستطلاع لكانت روسيف قد حصلت على نسبة من الأصوات قد تصل إلى 54 في المئة.
ويتصارع الخصمان على اجتذاب الـ20 مليون صوت التي نالتها مرشحة الخضر مارينا دا سيلفا، وزيرة الرئيس لولا السابقة للبيئة والمنشقة عن «حزب الشغيلة» الذي يتزعمه. ويتفق المعلقون على أنّ هذه الأصوات هي أصوات «مارينية» أكثر منها أصواتاً لـ«الخضر». فما ناله الحزب من أصوات في انتخابات الكونغرس لم يختلف عن تلك التي حصل عليها قبل 4 سنوات، وذلك بالرغم من التصويت الخيالي الذي نالته مارينا. وجذبت دا سيلفا أصوات «الخضر» في جنوب البرازيل وأصوات «نساء إنجيليات» في شماله تجمعت حول ترشيحها، وهي أنجيلية، بعد حملة خيضت ضد المرشحة الموالية، روسيف، في أمور الدين والإجهاض. وسيحدد حزب الخضر موقفه الرسمي الأحد المقبل في اجتماع لمجلسه الوطني، ويرجح ألا تصل هذه الهيئة إلى موقف موحد، فتدعو القيادة للانتخاب لسيرا، فيما تقف مارينا على الحياد رافضة ترجيح كفة أي من المرشحين.
وبالعودة إلى مناظرة أول من أمس، اتهمت المرشحة روسيف خصمها بأنّه «يروّج للحقد ويلعب بالنار باللجوء إلى المشاعر الدينية في بلد عرف بتسامحه». وذكرت أنّ خصمها ينتمي إلى فريق كان ينوي تخصيص شركة «بيتروبراس» النفطية. وفيما نفى المحنك سيرا التهم، ركز مداخلاته على فضيحة الفساد التي طالت أقرب مساعدة لديلما روسيف عندما كانت وزيرة وعلى مسألة محاربة الجريمة والمخدرات. وركز المرشحان على متابعة وتعميق البرامج الاجتماعية التي بدأها الرئيس لولا الذي سيعود بدءاً من هذا الأسبوع إلى حملة مرشحته. وفي كلمته إلى الناخبين، دعا سيرا إلى التصويت لمن «سيرته شفافة»، فيما ناشدت ديلما روسيف «نساء البرازيل الوصول إلى الحكم للمرة الأولى» من خلال الاقتراع لها، وخصوصاً أنّها خسرت أصواتاً نسائية في الأسابيع الأخيرة لمصلحة خصمها، فيما يبدو أنّها متعادلة معه في الأصوات بين الرجال.