بول الأشقرخاص بالموقع - ندّد 12 مرشحاً من أصل المرشحين الـ18 للانتخابات الرئاسية في هايتي في بيان مشترك صدر بعد انتهاء العمليات الانتخابية بـ«التزوير الذي حصل» وطالبوا المجتمع الدولي بـ«إلغاء العملية برمّتها»، كما دعوا الشباب الهايتي إلى التظاهر «دفاعاً عن وطن جديد».
ومن بين المرشحين الذين وقّعوا البيان: المرشحة الأكاديمية ميرلاتد ماتيغا، التي كانت تتصدر استطلاعات الرأي، والمطرب مايكيل مارتيلي، الثالث في الاستحقاق نفسه. وندّدوا كلهم بما وصفوه «مؤامرة الحكومة والمجلس الانتخابي لتزوير النتائج لمصلحة مرشح حزب السلطة» أي المهندس جود سيليستين الذي يؤيده الرئيس رينيه بريفال المنتهية ولايته والذي كانت ترجح آخر استطلاعات الرأي وصوله ثانياً في السباق الانتخابي.
وإثر صدور بيان المرشحين المعارضين، خرج آلاف المتظاهرين الشباب إلى الشوارع هاتفين «اعتقلوا بريفال». وتصدّر التظاهرة المرشح المطرب مارتيلي وزميله مطرب الراب الدولي ويكايف جان، الذي حرمته اللجنة المشرفة من حق الترشح.
وكان الناخبون الهايتيون، وعددهم 4،7 ملاين، قد توجهوا يوم الأحد إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ، إضافة إلى الرئيس، لكن لم تجر العمليات الانتخابية بسلامة، إذ أدّت إلى سقوط قتيلين وعشرات الجرحى، فضلاً عن اعتقال العشرات وتدمير مراكز انتخابية وإضرام النار فيها. وقد شرعنت اللجنة المشرفة العملية الانتخابية التي رأتها «صالحة بالرغم من شوائبها».
وعلى وقع نكبتين هذا العام، مرة في كانون الثاني بسبب الزلزال الذي دمر العاصمة وخلّف 250 ألف قتيل وأدى إلى تأجيل الانتخابات حتى يوم الأحد الماضي، ومرة أخرى بسبب وباء الكوليرا الذي قتل 1500 هايتي حتى الآن في ظل تخوف المنظمات الإنسانية من أن يتحول أيضاً إلى كارثة ضخمة، تعيش هايتي حالة من القلق والتوتر تنفجر من حين إلى آخر هبات عنفية. ويُخشى من أن تساهم التوترات السياسية الحالية في شحن الوضع القائم وربما تفجيره.
أياً يكن، الأكيد الأول هو أن النتائج النهائية لن تصدر قبل منتصف الشهر المقبل، وقد تؤدي إلى دورة ثانية في بداية العام المقبل بعد أن يتبين أن أيّاً من المرشحين لم ينل الأكثرية المطلقة من الأصوات؛ كما أن الأكيد الثاني هو أن من يخلف بريفال سيكون على رأس أفقر دولة في القارة الأميركية حيث يعيش 80 في المئة من السكان بأقل من دولارين يومياً، وحيث انتشار القوات الدولية سيبقى حتمياً على مدى سنوات طويلة قادمة.