خاص بالموقع- أعلنت السناتورة الجمهورية ليزا موركوفسكي فوزها في انتخابات صعبة في آلاسكا بعد أسبوع على عملية فرز الأصوات؛ وبعدما استكمل الجمهوريون سيطرتهم على الكونغرس يتوقع أن تشهد الساحة السياسية الأميركية مرحلة صعبة من التعايش بين الحزبين، بطلاها الرئيس الديموقراطي باراك أوباما وزعيم الغالبية في الكونغرس الجمهوري جون بينر. وتنافست موركوفسكي في هذه الانتخابات مع الديموقراطي سكوت ماكادامز والمحافظ من حزب «الشاي» جو ميلر الذي كان الفائز المرجح للجمهوريين.
وقالت موركوفسكي، التي عادت من واشنطن إلى أنكوراج لإعلان فوزها «لقد صنعنا التاريخ». وتكون بذلك أول سناتورة أميركية تفوز في الانتخابات بصفتها مرشحة مستقلةً منذ ستروم ثورموند في 1954، إذ يتعين على الناخبين أن يكتبوا اسمها باليد على بطاقة الاقتراع. وحلت في المرتبة الأولى متقدمة بأكثر من 10 آلاف صوت لكن خصمها ميلر احتج على 8153 صوتاً بسبب أخطاء في كتابة اسم موركوفسكي.
وأعلن المسؤولون عن حملة ميلر عزمهم على تقديم طلب جديد للتحقق من صلاحية بطاقات الاقتراع بحجة أنهم لا يثقون بالمعدات الإلكترونية المستخدمة في هذه الولاية الشاسعة الواقعة في شمال غرب الولايات المتحدة. إلا أن الحزب الجمهوري في آلاسكا الذي دعم ميلر، أعلن أن الملف أُغلق.
وأدّت انتخابات التجديد النصفي التي أجريت في الثاني من تشرين الثاني إلى سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس النواب، إضافة إلى وجود أقوى له في مجلس الشيوخ، مما مهد الساحة لتسوية سياسية محتملة لمواجهة متاعب الاقتصاد الأميركي. وليجد كل من الرئيس الديموقراطي والزعيم الجمهوري نفسيهما مضطرين إلى التعايش معاً.
لكن هذه المسألة ليست مؤكدة بأي حال في الوقت الذي لا يزال فيه أوباما والجمهوريون مختلفين على قضايا منها الضرائب والإنفاق الحكومي وخفض العجز الذي بلغ 1.3 تريليون دولار.
وخيمت أجواء غير واضحة المعالم على العلاقة بين الحزبين بعدما تأجل اجتماع في البيت الأبيض كان مقرراً اليوم بين أوباما وزعماء الكونغرس، منهم بينر، حتى 30 تشرين الثاني تحت إصرار الجمهوريين.
وقال خبير الاستراتيجيات الديموقراطي، ستيف المندورف إنه بمجرد أن يبدأ أوباما وبينر المحادثات ستكون هناك بعض القضايا التي يمكن أن يتعاونا فيها، منها التجارة والتعليم وبعض المجالات التي سيصعب إحراز تقدم فيها. وأضاف «عليهما على الأرجح أن يمضيا بعض الوقت» في التعارف وتكوين ثقة متبادلة.
ولا سمات مشتركة تذكر بين أوباما وبينر، الذي انتخب رئيساً لمجلس النواب ابتدءً من كانون الثاني المقبل، باستثناء حب رياضة الغولف.
وخلال الحملة الانتخابية، حدث الكثير من السجال الكلامي بين الرجلين. على سبيل المثال، كان بينر كثيراً ما يسأل الرئيس «سيدي الرئيس.. أين فرص العمل؟» في المقابل خص أوباما بينر بالانتقاد في ما يتعلق بالاقتصاد، قائلاً إنه يدعو إلى «الفلسفة ذاتها التي أدت إلى هذه الفوضى في المقام الأول».
وتوقع أستاذ العلوم السياسية بجامعة فرجينيا، لاري ساباتو، حالة من التأزم السياسي قائلاً «لن يتفقا كثيراً».
وتنتظر واشنطن لتعرف ما إذا كان بمقدور أوباما وبينر تنمية هذا النوع من العلاقة العملية التي كانت قائمة بين الرئيس الجمهوري الأسبق رونالد ريغان ورئيس مجلس النواب الديموقراطي توماس أونيل في الثمانينات، وهما اللذان جاءا من جانبين مختلفين من الساحة السياسية لكنهما توصلا إلى حلول وسط لبعض القضايا.
ويعتقد مسؤولو البيت الأبيض أنه إذا أتيحت فرصة للتوصل إلى موقف مشترك فسيكون هذا انطلاقاً من توصيف الرجلين بأنهما سياسيان يتسمان بالعملية. لكن ما لم يتضح هو ما إذا كان بينر سيتمكن من التصدي للأطراف المعارضة لأي حلول وسط وأبرزها حزب «الشاي».
(أ ف ب، رويترز)