خاص بالموقع - واشنطن ـ محمد سعيدتظهر التصريحات التي أدلى بها مسؤولون في الكونغرس الأميركي حول الوضع في أفغانستان اتفاقاً في المواقف على مستقبل الحرب والتواجد العسكري هناك. وفيما ارتفع عدد قتلى القوات الأميركيين الأطلسيين خلال الشهر الجاري إلى 33 جندياً، بينهم سبعة جنود سقطوا يوم الأحد الماضي، دعا الرئيس الأفغاني حامد قرضاي إلى تقليص عدد قوات الاحتلال الأميركي والحد من الغارات الليلية التي تنفّذها قوات العمليات الخاصة في جنوب أفغانستان، التي يزعم المسؤولون الأميركيون أنها ضرورية لحماية الشعب الأفغاني. ويرى قرضاي أن تلك الغارات قد تدفع بالمزيد من المواطنين للانضمام إلى حركة المقاومة، وقال إن الغارات مشكلة ويجب وقفها، وإذا كان لا بد من شنّ غارات مماثلة، فيجب أن تنفذها الحكومة الأفغانية بموجب قوانينها، داعياً إلى خروج القوات الأميركية من الطرق ومن منازل الأفغان.
وأشار قرضاي إلى أن وجود عدد كبير من القوات الأجنبية لوقت طويل لن يساهم إلا في زيادة الأوضاع تعقيداً، موضحاً أن الوقت حان من أجل خفض العمليات العسكرية والحدّ من التدخل اليومي في حياة المواطنين الأفغان.
وقال المبعوث الأميركي الخاص في أفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك، إن «القوات المنتشرة في أفغانستان تعمل الآن على تسليم جميع المهمات إلى القوات الأفغانية خلال السنوات المقبلة»، مضيفاً أن «العدد الضخم للقوات المقاتلة سيتقلص مع حلول عام 2014، أي بعد أربع سنوات من الآن، وستبدأ عملية تسليم المهمات بحلول تموز المقبل مع بدء عملية سحب القوات الأميركية».
وأكد هولبروك «أهمية ما تقوم به القوات الأميركية ـــــ الأطلسية في أفغانستان، لتحقيق ما سماه السلام والاستقرار. أما في ما يخص الظروف الحالية، والتي تثير قلق قرضاي، فإنها ضرورية لحماية حكومته وشعبه، ويجب أن بجرى أي تغيير بدقة وعناية، وعلى نحو متوازن، وأن يخضع للمراجعة باستمرار».
أما العضو الجمهوري البارز في مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام، الذي كان قد التقى قرضاي في كابول أخيراً، فأعرب عن دهشته من تصريحات قرضاي التي رآها تتناقض مع الاستراتيجية العسكرية الأميركية. وقال في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية «إي بي سي» إن «قادتنا العسكريين أبلغونا أن الغارات الليلية تحدث تأثيراً هائلاً على طالبان». وأضاف «تحدثنا بصراحة كبيرة عن التطلع للمستقبل البعيد مع أفغانستان، عن إقامة قاعدتين جويتين دائمتين لتوفير الاستقرار. لذلك في نهاية المطاف لم يكن هناك نقاش بشأن اختلاف بين ديفيد بتريوس وقرضاي في ما يتعلق بالإستراتيجية».
يذكر أن الغارات الليلية هي في صلب استراتيجية بترايوس للقضاء على المقاومة الأفغانية المسلحة.
في السياق، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البيت الأبيض طور خطة للبدء بنقل المهمات الأمنية في بعض مناطق أفغانستان إلى القوات الافغانية خلال العامين المقبلين، مع التوجه نحو إنهاء المهمات القتالية الأميركية هناك بحلول عام 2014، وأنه بحلول الشهرين المقبلين ستحدّد بالفعل المناطق التي يمكن أن يكون تسليمها آمن للقوات الأفغانية.
من جهة ثانية، يستمر الضغط على باكستان لبذل المزيد من الجهود للقضاء على تنظيم «القاعدة» و«طالبان» في المنطقة القبلية، وخصوصاً في منطقة وزيرستان. وأوضحت الحكومة الباكستانية أنها بصدد الشروع في حملة عسكرية كبيرة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن جيشها «موزع القوى ويفتقر إلى الموارد اللازمة في أعقاب الفيضانات التي شهدتها البلاد أخيراً».
وقال هولبروك إن «القرار الخاص بشمال وزيرستان يتسم بصبغة تكتيكية ولا يمكن الجيش الباكستاني أن يتخذه بمفرده، هذا فضلاً عن أن الباكستانيين يقولون إنهم لا يملكون الموارد الكافية، وأعتقد أن لهم بعض الحق، لكني آمل أن تنفذ تلك الحملة، والأمر يرجع لباكستان التي لا يحق للولايات المتحدة أن تملي شيئاً على جيشها».