خاص بالموقع- اضطرت طائرة ركاب من طراز ايرباص ايه ـــــ 380 تابعة لشركة الخطوط الجوية الأوسترالية (كوانتاس) إلى وقف أحد محركاتها والعودة إلى مطار تشانجي في سنغافورا اليوم بعدما ثارت تكهنات بشأن تحطمها. وتعرضت الطائرة، وهي الأكبر بين طائرات الركاب في العالم، لمشكلة في المحرك بعد قليل من إقلاعها من سنغافورا. وكانت تقارير إعلامية أولية قد ذكرت أنّ الطائرة تحطمت بعد انفجارها فوق جزيرة باتام الإندونيسية قرب سنغافورا. وأدت التقارير الى انخفاض أسهم الشركة الأوسترالية لكنّها انتعشت فيما بعد. وعرض التلفزيون الإندونيسي صوراً لكمية صغيرة من الحطام على الأرض قرب مطار باتام قال إنّها من طائرة تابعة لكوانتاس. وقال سكان محليون لمحطة تلفزيون «مترو» إنّهم عثروا على جسم بطول متر واحد، ونقل التلفزيون عن شهود قولهم إنّ الطائرة اضطرت إلى التخلص من كمية من الوقود قبل هبوطها اضطرارياً.
وكانت الطائرة، التي تسع ما يزيد على 500 راكب، قد بدأت رحلتها من لندن، وأقلعت من سنغافورا متجهة إلى سيدني في أوستراليا.
وقالت كوانتاس، التي لديها ست طائرات من طراز ايرباص ايه ـــــ 380، إنّها ستعلّق جميع رحلات هذه الطائرة الى أن تجري تحقيقاً، لكن الحادث لن يؤثّر في طلباتها لمزيد من طائرات ايرباص ايه ـــــ 380. ولم تقع حوادث سبّبت سقوط قتلى في طائرة ايرباص ايه ـــــ 380 منذ تدشينها عام 2005، هي التي أحاطت بها ضجة كبيرة بوصفها الأقل ضرراً للبيئة والأهدأ، فضلاً عن أنّها الطائرة الأكبر. وقال مكتب التحقيقات والتحليلات الفرنسي إنّ الطائرة واجهت عطلاً في الجزء الخلفي من أحد محركاتها الأربعة.
وقالت ناطقة باسم هذه الهيئة، التي ستتعاون في التحقيق التقني في الحادث، إنّ «ما نعرفه في الوقت الحاضر هو أنّ المحرك فقد غطاءه الخلفي». وأضافت إنّ «عطلاً في الجزء الخلفي من المحرك أدى الى أضرار خطيرة».
من جهته، قال مدير المكتب جان بول تروديك «إنّه حادث خطير. بالتأكيد يجب ألّا ينفصل الغطاء أثناء التحليق».
وسيرسل المكتب الذي يمثل الدولة المنتجة، فريقاً يضم شخصين أو ثلاثة أشخاص للتعاون في التحقيق التقني.
وأضاف تروديك «يبدو أنّ الطيار أوقف المحرك حالما لاحظ وجود خلل. لكن علينا توخي الحذر، لأنّنا لا نعرف في الوقت الحاضر ما الذي سبب العطل». وذكر من جهة أخرى، أنّ توقف محرك ما «أمر يمكن تماماً التعامل معه» لأنّ الطائرة مجهزة بعدة محركات. وأوضح المكتب أنّ التحقيق سيجري بإدارة السلطات الأوسترالية، وقد فوضتها إندونيسيا، التي وقع الحادث في أجوائها، مسؤولية التحقيقات.
وقالت المتحدثة باسم المكتب إن «مكتب التحقيقات والتحليلات بصفته ممثلاً لدولة إنتاج طائرات ايرباص، وفرع التحقيقات البريطاني في حوادث الطائرات، لكون صانع محركات رولز رويس بريطاني، سيشاركان فيه»، كما ستساعد الشركة التي صنّعت المحرك وشركة ايرباص المحققين.
وعلى الفور، قررت كوانتاس، إحدى شركات الطيران الخمس التي تستخدم طائرات ايه ـــــ380، وقف الطائرات الست التي تملكها، كذلك أوقفت الخطوط السنغافورية كل رحلات ايرباص ايه ــــ380 لحين إجراء فحوص فنية. وقال نيكولاس ايونيدس نائب رئيس الخطوط الجوية السنغافورية للشؤون العامة في بيان له «نصحتنا الشركة المصنّعة لمحركات طائراتنا رولز رويس والشركة المصنّعة لطائرة إيرباص بإجراء فحوص فنية لطائراتنا ايه ـــــ 380 عقب الحادث الذي وقع اليوم». في المقابل، أعلن طيران الإمارات أنّ الشركة لن تعلق رحلات طائرات ايرباص ايه ـــــ 380 لأنّ مورّد محركاتها مختلف.
ووقع الحادث في وقت بدأ فيه الرئيس الصيني هو جينتاو زيارة رسمية لفرنسا، سيوقّع خلالها عدة عقود، منها عقد لشراء طائرات إيرباص.
(أ ف ب، رويترز)