مجموعة من وثائق «ويكيليكس» حول باكستان، تؤكّد ما سربته بعض الصحف عن احتمال وصول إرهابيين الى الترسانة النووية، ودعم الجيش والاستخبارات «آي أس آي»، لمجموعات مسلحة، من ضمنها «طالبان» باكستان و«لاشكر طيبة»، بالإضافة الى احتمالات وقوع انقلاب عسكري.وكتبت السفيرة الأميركية آن باترسون، في وثيقة تعود إلى السنة الماضية، أن «مصدر قلقنا الرئيسي ليس قيام مسلح إسلامي بسرقة سلاح نووي بأكمله، بل إمكانية أن يقوم شخص يعمل في المرافق الباكستانية الحكومية، بتهريب مواد نووية تدريجياً تكفي لصنع سلاح نووي».
وفي العام الذي تولّى فيه رئيس الحكومة الحالي يوسف رضا جيلاني السلطة في 2008، حذّرت السفيرة في برقية من أن «باكستان تنتج أسلحة نووية بوتيرة أسرع من أي دولة أخرى في العالم».
وتطرقت البرقيات إلى مخاوف بريطانية في هذا الشأن. ونقلت عن الروس قولهم «هناك ما بين 120 و130 ألف شخص يعملون في برامج باكستان النووية والصاروخية. ولا يمكن ضمان أن يكونوا جميعاً مخلصين».
من جهة ثانية، أكدت الوثائق أن الجيش الباكستاني فكّر في تنحية الرئيس آصف زرداري، الذي بدوره أجرى ترتيبات احترازية، خشية تعرضه لانقلاب أو اغتيال. وأخبر قائد الجيش أشفق كياني باترسون في آذار 2009 أنه «ربما يقنع زرداري بالاستقالة». وقال إنه قد يدعم زعيم حزب عوامي القومي، أسفنديار والي خان، ليصبح رئيساً جديداً للبلاد، لكن مع تجنب إجراء انتخابات من شأنها أن تعيد نواز شريف الى السلطة.
بدوره، أبلغ زرداري نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أن كياني و«آي أس آي» «سيتخلصون منه». وأجرى ترتيبات واسعة احتمالاً لمقتله، وقال لباترسون إنه «أوصى ابنه بيلاوال أن يسمي شقيقة زرداري، فريال تالبور، رئيسة للبلاد».
كذلك أظهرت البرقيات أن باكستان سمحت لفريق صغير من القوات الأميركية الخاصة بالانتشار الى جانب الجنود الباكستانيين في منطقة القبائل على الحدود. وأيّدت سرّاً هجمات طائرات الاستطلاع الأميركية في منطقة القبائل.
وبالنسبة إلى المساعدات العسكرية الأميركية، قالت البرقيات إن مئات ملايين الدولارات، التي قُدّمت لمكافحة التمرد، لم تستخدم لذلك الهدف. وقال كياني إن تلك الأموال حولت الى خزانة الحكومة. وأشار الى دعم باكستان لأربع جماعات متمردة، بينها «لاشكر طيبة» و«طالبان» باكستان، ورفضها التجاوب مع المطالب الأميركية بقطع علاقتها بهم، وهو ما أنتج إحباطاً أميركياً.
باكستان رفضت التسريبات، وأصدرت بياناً شديد اللهجة قالت فيه إن «مخاوفهم (بشأن احتمال وقوع النووي بأيدي إرهابيين) غير مبررة على الإطلاق.
(أ ف ب، الأخبار)