تظهر شدّة الفقر المتعدّد الأبعاد من خلال احتساب عدد المؤشرات التي يعاني من فقدانها الفقراء. كلما زادت نسبة المؤشرات المفقودة، كان الفقر المتعدّد الأبعاد أشدّ. في هذا السياق، تظهر أرقام الفقر المتعدّد الأبعاد، أنه في عام 2019 بلغت نسبة الفقراء الذين يفتقرون إلى ثلث المؤشرات المحتسَبة أو أقل، نحو 20.8%، في مقابل 68.3% من الفقراء كانوا محرومين من أقل من نصف المؤشرات. وعانى نحو 5% من الفقراء من أعلى مستويات الفقر، لأنهم محرومون من أكثر من ثلثي المؤشرات.بين الأبعاد التي تؤخذ في الاعتبار عند احتساب مؤشّر الفقر المتعدّد الأبعاد، فإن الحصّة الأكبر هي للبعد الصحّي. نحو 30.2% من الفقراء يفتقرون إلى البعد الصحّي، إذ لا تأمين صحّياً لديهم، أو لا يقدرون على تحمّل كلفة الرعاية الصحية. وفي المركز الثاني يأتي البُعد الذي يخص التوظيف، إذ تبيّن أن 25.8% من المصنفين فقراء يفتقرون إلى التوظيف. معظم هؤلاء يعانون من البطالة، أو ليس لديهم أمان وظيفي، أي أنهم يعملون في وظائف في القطاع غير النظامي. يُعبر هذا الأمر عن سوء الواقع الصحّي في البلد، وهو ما ينعكس من خلال برامج التغطية الصحيّة، التي توضح الأرقام أنها لا تشمل جزءاً كبيراً من السكّان. كما تعكس الأرقام الوضع الوظيفي المتدهور في البلد، إذ إن 20% من الفقراء يعانون من البطالة، و87.8% منهم يعملون في وظائف في القطاع غير النظامي، أي أن من لا يعاني من البطالة يعمل في وظائف لا تضمن له حقوقه الأساسيّة، وهو معرّض لفقدانها في أي لحظة.