منذ مطلع السنة الجارية ولغاية منتصف تشرين الأول، سجّلت أسعار البنزين ارتفاعاً بنسبة 1077%، وأسعار المازوت بنسبة 1563%. السبب الأساسي لهذا الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات، إضافة إلى ارتفاع أسعار النفط عالمياً، هو تخلّي مصرف لبنان عن تأمين الدولارات لاستيراد المازوت، أي أن المستوردين باتوا مجبورين على شراء الدولارات من السوق بسعر الصرف في السوق الحرّة الذي يبلغ 15 ضعف سعر الصرف المدعوم. بهذا المعنى رفع الدعم كلياً عن المازوت، بينما ما زال مصرف لبنان يموّل استيراد البنزين بنسبة 90% ويتوقع رفع الدعم نهائياً خلال فترة وجيزة.

في 25 حزيران أعطى رئيس الحكومة السابق حسان دياب موافقته على تمويل استيراد المحروقات بحسب سعر صرف 3900 ليرة مقابل الدولار. هذه كانت أولى خطوات رفع الدعم التي ساهمت في ارتفاع أسعار البنزين والمازوت. في النتيجة، ارتفع سعر صفيحة البنزين في حزيران الماضي إلى 61100 ليرة مقارنة مع 41800 ليرة، وارتفع سعر صفيحة المازوت من 30000 ليرة إلى 46100 ليرة. ثم في 22 آب الماضي تقرّر احتساب أسعار المحروقات على أساس سعر صرف 8000 ليرة مقابل الدولار، ما رفع سعر صفيحة البنزين من 77500 ليرة للصفيحة إلى 129000 ليرة، وارتفع سعر المازوت من 58500 ليرة للصفيحة إلى 101500 ليرة. وفي 17 أيلول تمّ احتساب أسعار المحروقات على أساس سعر صرف 12800 ليرة مقابل الدولار، أي سعر منصة «صيرفة» في حينه، بدلاً من سعر 8000، ما أدّى مجدداً إلى رفع الأسعار بشكل كبير.
في هذا الوقت كان سعر صرف الدولار في السوق الموازية يرتفع، وهو ما كان يؤدي إلى ارتفاع أسعار المحروقات أيضاً، حتى بلغ سعر صفيحة البنزين في 12 تشرين الأول الماضي 310800 ليرة، وسعر صفيحة المازوت 311000 ليرة. وبهذا الارتفاع، تكون أسعار البنزين قد ارتفعت بنسبة 1077% والمازوت بنسبة 1563%.
ومن ضمن هذه الارتفاعات في الأسعار، جرى تضمين جداول تركيب أسعار المحروقات في لبنان، أكلافاً جديدة بالدولار على سعر المبيع احتُسبت للمستوردين وقيمتها تتجاوز 100 دولار، وهي كانت سبباً إضافياً في ارتفاع الأسعار يضاف إلى ارتفاع الأسعار العالمية للنفط (برميل برنت) من 48.73 دولاراً في كانون الثاني الماضي إلى 82 دولاراً في شهر تشرين الأول، أي بزيادة بلغت نسبتها 68% خلال 10 أشهر.
في المحصّلة، يتوقّع أن تسجّل أسعار مبيع المحروقات في لبنان المزيد من الارتفاعات المقبلة، ولا سيما أن العوامل الأساسية التي تلعب دوراً بهذا الارتفاع متحرّكة صعوداً مثل ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، وارتفاع الأسعار العالمية.