قفزت أسعار الغذاء في عام 2020 بمعدل وسطي يبلغ 10.5%، بينما شهدت ارتفاعاً في شهر كانون الثاني 2021 بنسبة 4.3% مقارنة مع الشهر نفسه من السنة السابقة. هذه الإحصاءات التي أصدرتها منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، تشير إلى أن أسباب الارتفاع تتراوح بين العوامل السوقية والعوامل المناخية، لكنها لا تقدّم توقّعات مستقبلية، بل تكتفي بعرض ما حصل في الفترة الماضية في إطار خمسة مؤشرات فرعية (الحبوب، الزيوت النباتية، اللحوم، الألبان والأجبان، السكر) تظهر نتائجها في مؤشر أسعار الغذاء. تعزو «فاو» سبب ارتفاع أسعار الحبوب إلى طلب صيني ومخاوف من جفاف متوقّع في أميركا الجنوبية، كذلك أدّى انخفاض هطول الأمطار في أندونيسيا وماليزيا إلى انخفاض إنتاج زيوت النخيل، وانعكست الإضرابات في الأرجنتين على إنتاج زيت الصويا، وتأثّرت أسعار الألبان والأجبان، بضعف قدرات التصدير النيوزيلدنية، فيما انخفضت أسعار اللحوم بسبب تفشّي إنفلونزا الطيور في أوروبا.



◄ سجّلت أسعار الزيوت النباتية الارتفاع السنوي الأكبر في عام 2020 بين باقي مكونات مؤشر أسعار الغذاء الصادر عن «فاو». السنة الماضية، ارتفعت أسعار الزيوت النباتية بمعدل وسطي يبلغ 27.7%، وفي كانون الثاني 2021 ارتفعت بنسبة 5.8% مقارنة مع كانون الأول الماضي، وهذا الأمر انعكس ارتفاعاً في أسعار زيت النخيل والصويا ودوار الشمس. فقد شهد إنتاج زيت النخيل في إندونيسيا وماليزيا انخفاضاً عما كان متوقّعاً سابقاً بسبب هطول الأمطار الكثيف، بينما ارتفع سعر زيت الصويا بسبب ضعف قدرة التصدير والإضرابات الطويلة في الأرجنتين، أما ارتفاع أسعار زيت دوار الشمس فقد نجم عن انخفاض حادّ في محصول بذور دوار الشمس.



◄ في عام 2020 ارتفعت أسعار الحبوب بمعدّل وسطي يبلغ 23.6%، وواصلت الارتفاع أيضاً في كانون الثاني 2021 بنسبة 7.1% مقارنة مع الشهر الذي سبق. أكبر ارتفاع كان من نصيب أسعار الذرة بسبب الشحّ المتزايد في العرض العالمي. لم تُصِب التقديرات بشأن حجم إنتاج الولايات المتحدة الأميركية من الذرة، فضلاً عن مخاوف بشأن الجفاف المتوقّع في أميركا الجنوبية، وتعليق مؤقت لتسجيل تصدير الذرة في الأرجنتين. كذلك، ارتفعت أسعار القمح متأثرةً بتوقعات تشير إلى انخفاض الإنتاج الروسي في آذار المقبل.



◄ ارتفعت أسعار السكر في 2020 بمعدل وسطي يبلغ 7.6%، وارتفاعاً بنسبة 8.1% في الشهر الأول من 2021 مقارنة مع الشهر الذي سبقه. جاءت هذه الارتفاعات بسبب مخاوف من انخفاض الوفرة العالمية في عامي 2020 و2021، وخصوصاً بعد تدهور حجم المحاصيل في الاتحاد الأوروبي وروسيا وتايلاند، والطقس الجاف في أميركا الجنوبية. كذلك ارتفعت الأسعار أيضاً بسبب الزيادات الأخيرة في أسعار النفط الخام وتعزّز وضع الريال البرازيلي مقابل الدولار، والذي يؤثّر على الشحنات من البرازيل أكبر مصدر للسكر في العالم. بالاضافة إلى استمرار الطلب العالمي القوي على استيراد السكر.



◄ لم تسجّل ارتفاعات كبيرة في أسعار الألبان والأجبان. ففي 2020 بلغ معدل الارتفاع الوسطي 6.9%، بينما في شهر كانون الثاني 2021 ازدادت الأسعار بنسبة 1.6% مقارنة مع كانون الأول الماضي. كان الارتفاع في أسعار الزبدة وحليب البودرة ناتجاً من ارتفاع مشتريات الصين قبل احتفالات رأس السنة، وتزامن ذلك مع انخفاض إمدادات التصدير الموسمية في نيوزيلندا. وارتفع سعر الحليب الخالي من الدسم أيضاً بسبب ارتفاع الطلب على الواردات الفورية، وأنشطة الإنتاج المتأخرة في أوروبا الغربية. في المقابل انخفضت أسعار الأجبان قليلاً بسبب انخفاض المبيعات في أوروبا وتراكم المخزون في أميركا.



◄ من بين مكوّنات مؤشر أسعار الغذاء، وحدها أسعار اللحوم سجلت تراجعاً في 2020 بمعدل وسطي بلغ 7.3%، إلّا أنها عادت إلى الارتفاع بشكل طفيف في الشهر الأول من السنة الجارية وسجّلت 1% مقارنة مع كانون الأول الماضي. صحيح أن هناك طلباً عالمياً متزايداً على اللحوم، إلا أن تفشّي إنفلونزا الطيور أدى إلى تقييد صادرات الدواجن من العديد من البلدان الأوروبية. أما الارتفاع الطفيف فهو ناجم عن زيادة في أسعار لحوم الأبقار والخنازير بسبب ضعف الإمدادات العالمية، وخصوصاً نقص إمدادت البقر من أستراليا وآسيا.

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة

تابع حساب «رأس المال» على إنستغرام هنا
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا