أثمرت جهود الجولات المكوكية للدبلوماسيين والوزراء بين العواصم، من دمشق فطهران الى أنقرة والرياض، إيجاد وسيلة لإطلاق الحوار الوطني مع المعارضة في البحرين. ونقلت صحيفة «القبس» الكويتية عن مصادر «رفيعة المستوى» قولها إن مسعىً خليجياً «بدأ يتبلور حالياً لإطلاق الحوار الوطني، وذلك في ضوء المحادثات الايجابية التي أجراها وزير الخارجية السوري وليد المعلم في طهران» الأسبوع الماضي.
وقالت مصادر الصحيفة الكويتية إن «السلطات الإيرانية أبلغت المعلم استعدادها للتواصل مع المعارضة البحرينية، والاتفاق على الحد الأدنى للحوار الذي يشمل تعديلات دستورية وانتخابات وفق تقسيمات إدارية جديدة وصلاحيات واسعة للبرلمان». وأضافت أن «المنامة ستستضيف خلال اليومين المقبلين اجتماعاً خليجياً قد يكون على مستوى وزراء الخارجية لدعم إطلاق الحوار الوطني، وتطويق الفتنة الطائفية في البحرين».
وكانت مصادر «الأخبار» قد تحدثت عن أنّ اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية لحلّ الأزمة البحرينية سيُعقد في دمشق لا في المنامة.
تأتي هذه التطورات بالتزامن مع زيارة أجراها وفد من جمعية «الوفاق» المعارضة للكويت، حيث التقى شخصيات كويتية، بينها برلمانيون وسياسيون، وجرى البحث تمهيداً لإطلاق الوساطة، بحسب «القبس».
وفي سياق جولات الوساطة، أجرى وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة محادثات في أنقرة، والتقى نظيره التركي أحمد داود أوغلو الذي كان قد حذر من أن اضطرابات البحرين «قد تؤدّي الى نزاع دولي، وحتى إن التوترات بين الشيعة والسنّة قد تمتد الى المنطقة».
داخلياً، أعلن رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني أن النواب لم يتوافقوا على بحث طلب استقالة نواب كتلة جمعية «الوفاق» (18 نائباً). وقال إن التريّث يأتي «لإتاحة الفرصة للحلول السياسية»، موضحاً أن «قرار التريث لم تتخذه رئاسة المجلس وحدها، بالإضافة الى أنّ عدداً من النواب قاموا خلال الأيام القليلة الماضية بمراجعتنا والطلب منا عدم إدراج الموضوع في جلسة اليوم (الثلاثاء) تقديراً للظروف الراهنة».
في هذه الأثناء، عادت القافلة الطبية الكويتية التي تضم 56 طبيباً وممرضاً و21 سيارة إسعاف إلى الكويت، رغم أنّ مصادر رسمية بحرينية كانت قد نفت ما أوردته مصادر المعارضة عن عرقلة المنامة لدخول هذه القافلة وأكدت أنها ستدخل الى البلاد.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)